انطلقت فعاليات المنتدى العالمي للشبكات المتنقلة واسعة النطاق 2024 (MBBF 2024) الذي تستضيفه شركة هواوي في مدينة إسطنبول التركية، وذلك تحت شعار “عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة بقيادة شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G”. وجمع المنتدى أكثر من 1000 مشارك يمثلون أبرز شركات وهيئات تنظيم الاتصالات، ومنظمات المعايير الدولية، وقادة القطاع من المنطقة وجميع أنحاء العالم لمناقشة أحدث التطورات في مجال الاتصالات والذكاء الاصطناعي، واستكشفوا سبل الاستفادة من هذه التقنيات لابتكار نماذج أعمال جديدة وتحسين أداء الشبكات والخدمات المقدمة للمستخدمين في مختلف القطاعات. كما ناقشوا التحديات التي تواجه قطاع الاتصالات في ظل التحول الرقمي السريع، ووضعوا تصورات لمستقبل الشبكات المتنقلة.
يهدف المنتدى إلى تعزيز التقارب بين شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G والتطبيقات الذكية لتحقيق أكبر قيمة ممكنة لقطاع الهواتف المحمولة. بدأ الحدث بكلمة افتتاحية قدمها كين هو، رئيس مجلس إدارة هواوي، قال فيها: “سيُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف المجالات مستقبلاً، وسيكون متاحاً للجميع من أي مكان وفي أي وقت. وستلعب شبكات وأجهزة الهاتف المحمول دوراً حيوياً في تحقيق ذلك، حيث سيكون الأمر مشابهاً جداً لنشر استخدام الهواتف والإنترنت للهواتف المحمولة كخدمات في جميع أنحاء العالم”.
شكل عام 2024 محطة مهمة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، حيث شهد إطلاق شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G على النطاق التجاري وتوسعاً غير مسبوق في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة والعمل. على سبيل المثال، تم تطوير أكثر من 3 ملايين تطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، أي أكثر من إجمالي عدد التطبيقات غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في متاجر التطبيقات. ويشكل هذا التزامن في الطرح المبكر لتقنية 5.5G على النطاق التجاري مع أول عام لتبني استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف الأجهزة منعطفاً تاريخياً، حيث يبشر ببداية عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة.
وألقى لي بينج، نائب الرئيس الأول للشركة ورئيس مبيعات وخدمات تقنية المعلومات والاتصالات في هواوي، كلمة رئيسية تناولت سبل تعزيز فرص النمو في عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة، وقال فيها: “مع انطلاق عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة، تبدأ ظهور طرق جديدة في التفاعل مع الأجهزة والخدمات الذكية الجديدة، فضلاً عن تغير هيكليات نماذج حركة مرور البيانات، وهو ما سيفضي بدوره إلى فرص هائلة لقطاع الهواتف المحمولة”.
وقدم بينج شرحاً مفصلاً حول كيفية استفادة شركات الاتصالات من هذه الفرص الجديدة لتحقيق المزيد من النمو وإعادة هيكلة خدماتها، والبنية التحتية لشبكاتها، وعمليات التشغيل والصيانة، ونماذج أعمالها بشكل عام. واستعرض بينج عدة أمثلة عن شركات اتصالات رائدة حول العالم استخدمت بالفعل خدمة الذكاء الاصطناعي على شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G الحية في سيناريوهات متعددة، سواء للأفراد أو المنازل أو السفر أو الأعمال.
وأضاف بينج: “إن الاستفادة من الفرص الجديدة الهائلة التي يقدمها عصر الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة يتطلب منّا اتخاذ إجراءين هامين هما: أولاً، تجهيز شبكاتنا من أجل استخدامات الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تعزيز قدراتها؛ وخاصة الوصلة الصاعدة، وزمن الاستجابة، والاستطاعة. ثانياً، استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم الشبكات، ولا سيما مع تعقيدها المتزايد، وذلك من خلال أتمتة عمليات التشغيل والصيانة، ورفع كفاءة الشبكة، وضمان تجربة مستخدم فائقة”.