وزير الاتصالات : أنجزنا التكليفات الرئاسية وماضون في طريق بناء مصر الرقمية
حاوره / محمد لطفي
قبل ساعات قليلة من افتتاح فعاليات الدورة 23 من معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT التقينا بالدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وحاورناه في الكثير من القضايا والموضوعات والاستراتيجيات التي تنفذها وزارة الاتصالات وتتداخل مع استراتيجيات الوزارات الأخرى ، فتح لنا قلبه وشاركنا المعلومات ولم يصادر أي سؤال ، الحوار تطرق إلى أداء شركات المحمول الأربعة وأكد الوزير على استمرار وجود مساحة ضخمة لتحسين جودة الخدمات ، السطور التالية ترصد الحوار .
ماذا ستقول للرئيس السيسي خلال فعاليات المعرض ؟
ماضون على الطريق الذي وجهتنا إليها والتي تسعى إلى بناء مصر الرقمية باعتبار هذه المهمة مسألة قومية مهمة لكل الوزراء والأجهزة الحكومية وغير الحكومية فبناء مصر الرقمية ليس مرادفا للتحول الرقمي كما يردد البعض ،
فالتحول الرقمي ما هو إلا جانب من جوانب مصر الرقمية ومصر الرقمية منظومة أوسع تشمل بناء كوادر في كافة مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتصدير الخدمات الرقمية للدول الأخرى ومعاونة الدول الأخرى في النفاذ وتوفير خدمات الإنترنت والخدمات الرقمية ويأتي الحديث هنا عن طيبة واحد بعد دخول الخدمة مؤخرا ، ودعم بناء البنية التحتية المعلوماتية والنفاذ للإنترنت لكل الأطياف ويشمل أيضا خلق وظائف للشباب في مصر أو في الخارج من خلال الوسائل الرقمية بالإضافة للتحول الرقمي وتقديم الخدمات المرقمنة.
اطلق الرئيس العام الماضي مبادرة للإبداع والابتكار وأسند تنفيذها لوزارة الاتصالات – ماذا تم فيها بعد مرور عام؟
نفخر بتكليف الرئيس وسنعرض نتائج هذه المبادرة خلال افتتاح الرئيس السيسي للمعرض وبالفعل بدأنا واتخذنا خطوات جادة ووصلنا لعدد أكبر في هذه المبادرة من العدد المخطط له والتي تمتد على مدار ثلاث سنوات بواقع 3 آلاف متخصص في العام الأول ، والحمد لله تخطينا حدود هذا الرقم وسنستمر في السعي لتحقيق النجاح .
لانتصيد الأخطاء لشركات المحمول وليس بيننا وبينهم خصومة
ماهي الرسالة التي يمكن أن يوجهها Cairo ICT لباقي الوزارات الأخرى ؟
نحن جميعا شركاء في بناء مصر الرقمية.
الجميع ينظر لمعرض Cairo ICT على أنه منصة للقاء الأشقاء الأفارقة ماذا يمكن أن تقدم لهم مصر وماذا تحتاج مصر منهم ؟
الخطاب المصري الأفريقي لابد أن يتغير، ويجب ألا ينحصر في ” ماذا نقدم لهم أو نعلمهم ” ، فيجب الحديث إليهم بخطاب ندي ، فالدول الأفريقية خطت على طريق التحول الرقمي والاقتصاد الرقمي خطوات :فرواندا ونيجيريا مثلا أصبح لهما باع كبير في ذلك ، ويجب أن يكون الخطاب لدعوتهم للعمل المشترك وتبادل الرؤى والخبرات والعمل سويا في مشروعات مشتركة لصالح الشعوب الأفريقية ، وخلال مؤتمر وزراء الاتصالات الأفارقة كانت مصر هي رئيس المكتب الفني لوزارء الاتصالات الأفارقة وطرحنا فكرة ولاقت ترحيبا
كبيرا من خلال تشكيل مجموعةعمل برئاسة مصر لوضع استراتيجية أفريقية للذكاء الاصطناعي وأصبح الذكاء الاصطناعي تقنية مهمة ولابد من رؤية موحدة فيه .
منذ أيام قليلة أعلن في اجتماع لمجلس الوزراء عن تدشين المجلس الوطني الخاص بالذكاء الاصطناعي فكيف ترى مهام هذا المجلس؟
حينما بدأنا أول العام فيما يتعلق بتكليف الرئيس لوضع استراتيجية للذكاء الاصطناعي كان لابد من التنسيق مع قطاعات أخرى و كان علينا دور ووزارة التعليم العالي عليها دور في بناء الكوادر وتطوير التعليم الجامعي وتعاونا وأطلقنا الاستراتيجية المشتركة والعمل التطبيقي والفعلي فالذكاء الاصطناعي يحتاج لتضافر الجهود ويمثل المجلس محفلا نجتمع فيه كجهات تنفيذية لمناقشة محاور الاستراتيجية وما ينبغي عمله والاستفادة من تقنياته لدعم الفكرة من هذا المجلس للذكاء الاصطناعي وهو يضم الجهات المعنية بشكل دائم ويدعو كل من يريد المشاركة في الأمر .
وماهي رؤية وزارة الاتصالات في الذكاء الاصطناعي؟ وهل يمكن أن تقود مصر المنطقة ؟
الاستراتيجية التي قمنا بوضعها تضم موضوعات سيكون لنا فيها الريادة وأخرى سنكون مواكبين فيها للعصر وهي تخطط على أساس الميزات التنافسية لمصر ومنها أن تكون أكبر دولة متحدثة بالعربية في هذا المجال والتعرف عليها في الذكاء الاصطناعي والمشروعات التي تحتاج لبيانات ضخمة مثل خدمات الرعاية الصحية التي تحتاج بيانات ضخمة ويمكن أن نقود في مثل هذه المشروعات .
16% نسبة نمو القطاع وهي الأعلى بين قطاعات الدولة الأخرى
بعد صدور أكثر من تقرير عن جودة خدمات المحمول ماهي وجهة نظركم في الخدمة؟
أرى تحسنا ولكن لايزال هناك مساحة ضخمة للتطور.
الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يتبع سياسة العصا والجزرة مع شركات المحمول – ماذا عنها؟
لا نتصيد للشركات الأخطاء وليس بيننا وبينهم خصومة ولا نبحث عن أخطاء وهمية لتوقيع الغرامات فهذه ليست سياسة الجهاز أو الوزارة ولكن الوجه الآخر لنفس العملة يقتضي أنه إذا كانت الشركة مقصرة في حق المستهلك المصري فلابد للجهاز أن يؤدي دوره في جلب حق المستهلك المصري والمجتمع ، فحينما يتم قطع الخدمة عن المواطنين فعلى الشركة أن تقوم بتعويضهم كمواطنين وهذا لا يكفي والجهاز لابد أن يستوفي حق المجتمع المصري من انقطاع الخدمة وهذه المعايير وضعناها ونطبقها على الشركات بشفافية ، فنحن نضع معايير علمية واضحة و نقوم بحساب عدد العملاء الذين انقطعت عنهم الخدمة وساعات الانقطاع والمناطق وانتشارها ونحدد التعويض بحيث لا يشتكي المستهلك ونطبق ذلك على كل الشركات سواء أكانت خاصة أو حكومية ، وحينما طبقت المعايير قمنا بذلك بكل مصداقية وشفافية حفاظا على مناخ الاستثمار الآمن ونقف على مسافة واحدة من كل الشركات .
كيف ترى نسب النمو التي حققها القطاع ومدى مساهمته في الموازنة العامة للبلاد ؟
خلال الربع الأول من العام المالي الحالي قطاع الاتصالات حقق أعلى نسب النمو والتي بلغت 16% وهذه نتيجة جيدة أشكر عليها كل العاملين في هذا القطاع وكل الزملاء سواء في القطاع الحكومي أو الشركات العالمية والمحلية والناشئة ولذلك لابد أن نحافظ على هذه النسب المرتفعة وهي أكثر من ضعف نمو الاقتصاد الكلي والذي تستهدفه الحكومة 6% ويجب أن نحافظ على نسبة النمو لتصل إلى ضعف هذه النسبة حتى نزيد من مساهمة القطاع في الناتج القومي الإجمالي والتي كانت تبلغ 3.2 %ووصلت اليوم 4 % وخلال 3 سنوات ستصل إلى 8%.
وماذا تم في ملف المناطق التكنولوجية ؟
في Cairo ICT سنعرض نسب الإشغال في المناطق التكنولوجية وهي دائما في تحسن مستمر وكيف تحولت من إشغال حكومي إلى قطاع خاص وهناك تحسن كبير وأصبحت شركات كبرى مثل أورانج وفودافون تتواجد هناك وشركات أخرى في الطريق.
ماذا يدور على أجندتكم بخصوص الشركات الصغيرة ؟
نقدم لهم كل الدعم وهي فرصة لرعاية الإبداع والبريد المصري قد وقع مع جهاز المشروعات الصغيرة ووقع أيضا مع البنك المركزي المصري ليكون وكيلا لهذه الجهات في أن يقدم قروضا صغيرة ، ولذلك نعمل في أكثر من محور لمساندة الشركات منها التدريب لتوفير كفاءات يستخدموها وأيضا منظومة لرعاية الإبداع ومجمعات الإبداع في المحافظات سواء في القاهرة أو باقي المحافظات.
تظل مشكلة هجرة العقول البشرية إلى الخارج في الوقت الذي تعتبرهم سيادتكم سفراء لمصر – فكيف يمكن تحقيق التوازن في هذه المعادلة؟
هؤلاء هم عناصر القوة الناعمة من المصريين الذين هم على مستوى عال من التدريب والحرفية ، فمثلا قطاع الاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة زاخر بالمصريين وهم مستعدون لذلك وتم مؤخرا تدريب 13 ألف متدرب بعد أن كان عدد المتدربين لايزيد عن 4 آلاف متدرب فقط وماضون للوصول بهذا الرقم إلى 20 ألف خلال العام المقبل .
كيف يمكن زيادة الصادرات الرقمية؟
من خلال التركيز على التدريب .
ومتى يشعر المواطن بالتحول الرقمي بعد إعلان بورسعيد كأول مدينة رقمية؟
نبدأ في مطلع العام القادم بتعميم 3 خدمات في المحافظات ،فالموضوع ليس بالسهل أو البسيط و يتطلب حفر وإنشاء وتدعيم بنية معلوماتية فلن نعتمد على الإنترنت ونقول للمواطن بعد ذلك السيستم فيه مشاكل سنعتمد على تقديم خدمات جيدة بسرعات إنترنت عالية جدا وهذا يتطلب وقت وأموال طائلة .
سنعرض في Cairo ICT كيف تحول الإشغال في المناطق التكنولوجية من الحكومة إلى القطاع الخاص
وكيف يمكن تحسين الصورة الذهنية لمصر خارجيا؟
من خلال مشاركتنا في المحافل الدولية ودعوة الدول الأخرى لزيارة مصر وعقد لقاءات ثنائية يمكن أن ننجح في ذلك وخلال العام 2019 ومنذ مطلعه انتخبت مصر رئيسا لمجلس وزراء الاتصالات العرب وفي نهاية العام رئيسا للمكتب الفني لمجلس وزراء الاتصالات الأفارقة ولتعزيز الريادة المصرية ودور مصر والاستفادة من دور مصر في الدول التي نقوم بزيارتها .
نقلت عن العدد المطبوع من مجلة ICTBusiness