نجح المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات السابق في حكومة المهندس شريف اسماعيل في لم شمل القطاع والحفاظ عليه بعد قرابة العام من الانقسامات الداخلية خاصة داخل الشركة المصرية للاتصالات نتيجة الخلافات بين قيادات الشركة وبين الوزير الأسبق خالد نجم ، وتحمل القاضي مسئوليات جثام ابرزها لم شمل القطاع وزيادة معدلات نموه التى بلغت 14% وفقا لتصريحات القاضي وساهم بنسبة 3.5 % في الناتج المحلي الإجمالي .
برز نجم القاضي ايضا في تصدر مشهد رخص الجيل الرابع للمحمول رغم التحديات التى واجهت هذا الملف بداية من كونه رخصة موحدة او تجميد الملف او منح المصرية للاتصالات ترددات لتصبح مشغل متكامل لأول مرة في تاريخها ، فبعد تدخل احدى الجهات السيادية والتى تعد صاحبة الفضل في إنهاء هذا الملف تمت صفقة الجيل الرابع ووقعت شركة اورنج على ترددات الجيل الرابع وكانت أول شركة تٌقدم على هذه الخطوة بعد اعتراضها مرات كثيرة لتتبعها باقي شركات المحمول فودافون واتصالات لتدخل الخزانة العامة للبلاد 1.1 مليار دولار و 10 مليارات جنيه مصري من ترددات المحمول الجديدة.
ثلاث هيئات تابعة للوزارة دون رئيس تنفيذي
ورغم تحديات ملف المحمول وما تواجهه الخدمة من أزمات من سوء الخدمة وانقطاع المكالمات إلا أن شركات المحمول في عهد الوزير القاضي أكدت انها تستثمر مليارات الجنيهات سنويا لتحسين الخدمة إلا أن عدم الرضا من الخدمة كان لسان حال الكثيرين .
ويبدو أن الأمر في البداية مرجعه لعدم وجود رئيس تنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عقب خروج المهندس هشام العلايلي من منصبه ليتولى المهندس مصطفى عبد الواحد مهمة القائم باعمال الرئيس التنفيذي ، ومن القومي للاتصالات الى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” فمع خروج اسماء حسني من منصبها على خلفية خلافات بينها وبين المهندس ياسر القاضي الا ان ايتيدا تشغلها مها رشاد كقائم باعمال ايتيدا منذ اكثر من شهرين ولم يتم حتى اليوم الإعلان عن الرئيس التنفيذي للهيئة ووصولا للهيئة القومية للبريد التي يشغل فيها أحمد عبد الحليم منصب القائم بأعمال رئيس الهيئة خلفا لـ عصام الصغير رئيس الهيئة السابق الذي انجز الكثير من الملفات ونجح في تحويل مكاتب البريد إلى مراكز خدمة مجتمعية تقدم خدمات على غرار البنوك المصرية وأصبحت منافسا لها في بعض الخدمات .
المناطق التكنولوجية وجذب الاستثمارات الأجنبية سؤال يطرح نفسه
نجاحات قطاع الاتصالات على مدار تاريخه كانت باكورة اهتمام القيادة السياسية للقاء قيادات القطاع على مدار ثلاث سنوات في حدث سنوي وعيد للتكنولوجيين Cairo ICT ويرجع الفضل في هذه الزيارات المتكررة لاشخاص كثيرين لعل أبرزهم الوزير السابق المهندس ياسر القاضي وكانت زيارة الرئيس السيسي للمعرض ولقاءه بقيادات الشركات والاطلاع على الاستثمارات المرصودة “فاتحة خير” على القطاع من جانب الاهتمام به ووضعه في اولويات الحكومة علاوة على المشروعات التي تم طرحها في هذا الصدد وساهمت فيها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقوة سواء من خلال دورها الاستشاري او من خلال مساهمتها القوية في إرساء البنية التحتية للدولة المصرية وغيرها الكثير.
وإذا انتقلنا لملف الإنترنت رغم أن هذا الملف كان الشغل الشاغل للوزير الاسبق خالد نجم إلا انه أخفق في النجاح فيه ورغم وعود المهندس ياسر القاضي في تحسين الخدمة وطرح رخص في المحافظات وفقا لتصريحاته الصحفية الا ان المواطن العادي لم يشعر باي تحسن في هذا الصدد ولم يتم طرح رخص المحافظات واستمر الوضع كما هو عليه بين تحسن في بعض الخدمات وطرح الباقات وعدم الرضا من السواد الاعظم من المواطنيين للخدمات المقدمة لهم .
ويحسب للقاضي أن المصرية للاتصالات تحولت في عهده إلى مشغل متكامل وحصلت على شبكة المحمول ونجحت في تقديم خدمات المحمول رغم يأس الكثيرين من تحقيق هذا الحلم رغم مطالبات قيادات المصرية للاتصالات بهذا المطلب في اكثر من حكومة وامام كل وزير ، ووفقا لتصريحات القاضي فقد بلغت صادرات القطاع 2.26 مليار دولار بزيادة قدرها 700 مليون دولار عما كانت عليه الصادرات قبل توليه حقيبة الاتصالات .
“القاضي” نجح في لفت انتباه القيادة السياسية لاهمية قطاع ICT
نجح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري ضا افي الفترة الأخيرة في استعادة مكانته على الخريطة العالمية لصناعة تكنولوجيا المعلومات حيث تشير البيانات والتقارير والتصنيفات الدولية إلى عودة مصر بقوة كمقصد جاذب للاستثمارات ورائد في تقديم خدمات التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات والخدمات العابرة للحدود، وأبرزها تقارير مؤسسة “جارتنر” الاستشارية العالمية حول الدول المقدمة لخدمات التعهيد وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات عامي 2016 و2017 بعد أن غابت عن التقرير أكثر من خمس سنوات، والتقرير الصادر عن مؤسسة “فروست آند سوليفان” العالمية المتخصصة في مجالات الأبحاث والاستشارات ، وتقرير “مجموعة أكسفورد للأعمال” السنوي عن مصر.
خدمات المحمول والانترنت من يقف بجانب المواطن ؟
موضوعا ظل شائكا لفترة طويلة وربما يستكمل سيناريوهاته خلال الحقبة التاريخية الحالية في عهد المهندس مصطفى مدبولي هو المناطق التكنولوجية والتي كانت محل خلاف بين الوزير القاضي والمهندس حسين الجريتلي الرئيس السابق لـ”ايتيدا” والذي تقدم على اثرها باستقالته لتتولى أسماء حسني قيادة الهيئة لعامين متتاليين ودخلت مصر خلال هذين العامين عصر المناطق التكنولوجية بدأت ببرج العرب واسيوط وتبعها السادات وبني سويف وخلال هذه الفترة نجحت مصر في تصنيع اول تليفون محمول مصري لشركة سيكو التي يراسها المهندس محمد سالم بعد تدشين مبادرة تصنيع الالكترونيات التى اطلقها الرئيس السيسي في معرض ومؤتمر Cairo ICT .
المصرية للاتصالات تدخل عصر المحمول في عهده ..وتصنيع أول محمول مصري
الا ان حلم المناطق التكنولوجية بمفهومها الواسع الذي انشأت من خلاله لم يتحقق بعد لجذب استثمارات من شركات عالمية ، ففي ديسمبر 2015 أصدر السيد رئيس الجمهورية تكليف بشان تنفيذ مشروع المناطق التكنولوجية في كل من مدينة برج العرب الجديدة ومدينة أسيوط الجديدة كمرحلة أولى ويبدو ان حلم شغل مساحات هذه المناطق لم يتحقق بعد بسبب قلة مشاركة الشركات العالمية فيها والتي كانت ستتحول الى مراكز اقليمية لجذب رؤوس الاموال الاجنبية واكبر مركز بيانات في مصر وفقا لما هو مخطط الا أن الملف بعد ادارته من جانب ايتيدا توقف في وزارة الاتصالات والتي أعلنت رسميا أن شركة “واحات السيليكون” المصرية قد قامت بعقد شراكة استراتيجية لإنشاء مجمع لمراكز البيانات العملاقة في المنطقة التكنولوجية في برج العرب بالإسكندرية على مساحة 60 ألف متر مربع .