يشهد الشرق الأوسط تحولًا رقميًا عميقًا تقوده الطفرات التكنولوجية المتسارعة، وزيادة الاستثمارات في مجالات الابتكار، والرؤى الوطنية الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق التنويع الاقتصادي وتعزيز المرونة في مواجهة التحديات المستقبلية.
وفي قلب هذه الثورة الرقمية تقف مجموعة من النساء الرائدات اللواتي لا يكتفين بتحدي الصورة النمطية في قطاع التكنولوجيا الذي لطالما هيمن عليه الرجال، بل يُعدن صياغة مفهوم القيادة والتأثير في العصر الرقمي.
تسلط قائمة “30 امرأة في مجال التكنولوجيا: رائدات الثورة الرقمية في الشرق الأوسط” الضوء على أبرز القيادات النسائية الأكثر تأثيرًا واستشرافًا للمستقبل في المنطقة، واللاتي يسهمن بدور جوهري في رسم ملامح مستقبل التكنولوجيا والابتكار في العالم العربي.
تتميز هؤلاء النساء بإنجازات استثنائية في مجالات متعددة تشمل: الأثر الاقتصادي، والابتكار، وتوليد الإيرادات، والتعاون مع الحكومات، والتوسع في الأسواق.
فبعضهن يقُدن شركات ناشئة تحقق نموًا متسارعًا، وأخريات يتولين مناصب قيادية في شركات تكنولوجية متعددة الجنسيات، أو أسسن مؤسسات ناشئة أحدثت ثورة في مجالات الذكاء الاصطناعي (AI) والتكنولوجيا المالية (Fintech)، بينما تعمل أخريات مستشارات للحكومات في تطوير السياسات الرقمية وبناء الاقتصاد الرقمي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أسهمت العديد من هؤلاء النساء في تأسيس شركات تكنولوجية ضخمة وفّرت آلاف فرص العمل، وجذبت استثمارات رأسمالية كبيرة، وأصبحت جزءًا أساسيًا من الاقتصادات الوطنية. كما أن بعضهن يدُرن شركات تتجاوز إيراداتها ملايين الدولارات، ونجحن في التوسع من الأسواق المحلية إلى الأسواق الإقليمية والدولية. وتتركز أعمالهن في قطاعات ذات تأثير عالٍ مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، وهي قطاعات محورية لتعزيز التنافسية الرقمية للمنطقة.
ويمثل الابتكار السمة المشتركة بين جميع هؤلاء القائدات، سواء من خلال تطوير تقنيات جديدة، أو إطلاق نماذج أعمال رقمية مبتكرة، أو إيجاد حلول نوعية للتحديات المحلية والإقليمية. كما قُدن مبادرات بحثية رائدة وأسسن لتقنيات تُطرح لأول مرة في الشرق الأوسط.
ولم يتوقف تأثيرهن عند حدود القطاع الخاص؛ فالكثير منهن يشاركن في الشراكات الحكومية بوصفها عنصرًا أساسيًا لتحقيق النمو المستدام، حيث يقدمن المشورة حول الاستراتيجيات الرقمية الوطنية، ويساهمن في مبادرات المدن الذكية، ويعملن مع الجهات التنظيمية لتطوير بيئة تشجع على الابتكار وريادة الأعمال.
ومع استمرار المنطقة في تسريع خطاها نحو مستقبل رقمي متكامل، تمثل هذه النخبة من 30 امرأة ليس فقط إنجازات الحاضر، بل أيضًا وعد المستقبل — مستقبل تُبنى فيه اقتصادات أكثر شمولًا مدفوعة بالتكنولوجيا، حيث تتجاوز الموهبة والرؤية والابتكار الفوارق بين الجنسين، وتُسهم في قيادة الشرق الأوسط نحو مرحلة جديدة من النمو والتطور.
