ICTBusiness… تنعي عمدة قطاع الاتصالات الدكتور عبد الرحمن الصاوي
تنعي اسرة تحرير مجلة ICTBusiness النرحوم الدكتور عبد الرحمن الصاوي الرئيس السابق لشركةSEE وواحدا من رواد ونرسسي صناعة الاتصالات في مصر والعالم العربي.
وننشر مسيرة عطاء الصاوي على مدار السنوات الماضية كما نقلناها عنه في كتاب ” شهادة للتاريخ.. 20 عاما على تأسيس وزارة الاتصالات”:
خمسون عاما من العمل قضاها في جنبات هذا القطاع الواعد ، استطاع خلالها أن يحتك بالحكومة من جانب وشركات القطاع الخاص من جانب ثان والجامعة من الجانب الثالث ، يرجع تاريخ شركته _التي تعد من أقدم الشركات المصرية في السوق_ لقرابة ال 35 عاما حيث انطلقت أعمالها في عام 1984 أي قبل انطلاق وزارة الاتصالات بحوالي 15 عاما ، ليستحق بجدارة لقب عمدة قطاع الاتصالات . إنه الدكتور عبد الرحمن حسين الصاوي أستاذ هندسة الاتصالات في جامعة حلوان ورئيس شركة مصر للنظم الهندسية SEE .
تخرج الصاوي من جامعة عين شمس عام 1968 وعمل لمدة شهرين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون براتب 17 جنيها شهريا ولكنه ترك العمل بعد أن التحق بالعمل كمعيد مابين جامعة المنصورة وعين شمس ، سافر بعدها في بعثة خارجية للولايات المتحدة الأمريكية لنيل درجة الدكتوراه ، كما عمل الصاوي في مركز أماك التابع لمؤسسة الأهرام وكان ضمن فريق عمل يضم 12 فردا ، حيث يعد أماك واحدا من روافد التكنولوجيا في مصر ، ونجح الصاوي خلال فترة عمله في أماك مع المهندس محمد نصير والمهندس عقيل بشير في أن يجيد كتابة برامج الكمبيوتر، و اعتمد على هذا في توفير دخل إضافي أثناء دراسته للدكتوراه في الولايات المتحدة وكان أحد أهم المشروعات التي شارك فيها بجدارة شديدة بل والذي عد البذرة الأولى لأنظمة تحديد المواقع عبر العالم GPS مشروع تحديد مواقع الطواريء وتتمحور فكرته في أنه وفي حالة سقوط طائرة في المحيط فإن أحدا لن يستطيع الحياة لأكثر من ساعتين ولن يكون الوصول إليهم سهلا أو في الوقت المناسب، ولكن من خلال جهاز تم تصميمه ليقوم بإصدار إشارات حينما يلامس الجسم المياه يمكن للأقمار الصناعية تحديد موقعه بسهولة و أصبحت النجاة ممكنة.
وقد نجح الصاوي عقب عودته من أمريكا عام 1978 في أن يشارك في تأسيس 12 شركة ناجحة بعضها استمر على قيد الحياة والبعض الآخر تم بيعه أو دمجه مع شركات كبرى مثل إيجي نت التي كانت تعتبر من أولى الشركات المصرية التي حصلت على ترخيص تقديم خدمات شبكات المعلومات والإنترنت العامة حيث ترأس مجلس إدارتها وتم تأسيسها قبل تدشين وزارة الاتصالات بعام كامل وقد تركها الصاوي قبل بيعها لشركة اتصالات مصر .
ويحكي الصاوي نقلا عن كتاب “شهادة للتاريخ” عن وجود الإنترنت في مصر حيث بدأ داخل المجلس الأعلى للجامعات من خلال جهاز راوتر ماركة سيسكو أهدته شركة SEE والصاوي لأستاذه الدكتور محمد أديب غنيمي مدير شبكة المجلس الأعلى للجامعات آنذاك.
أما دور الدكتور هشام الشريف في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فكان دورا فاعلا و دفعة قوية للصناعة كما يتذكر د.الصاوي وقت أن كان الشريف رئيسا لمركز المعلومات ودعم اتخاذه القرار فقد قام بتأسيس جمعية لتكنولوجياالمعلومات والاتصالات و تضم الكوادر المصرية العاملة في هذا المجال و كانت قفزة حقيقية في تاريخ تكنولوجيا المعلومات كما قام بتأسيس مجالس متخصصة في فروع تكنولوجيا المعلومات للجان ترأس فيها د.الصاوي رئاسة لجنة الاتصالات والتي كانت نواة لما عرف بعد ذلك بلجنة ممثلي صناعة الاتصالات في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ، كما تولى الصاوي أيضا مركز هندسة البرمجيات لفترة قصيرة جدا حيث انتقل المركز بعد ذلك إلى أ.د. جمال محمد علي والذي كان يمثل نواة لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”.
عمل الدكتور الصاوي استمر على مدار الـ 50 عاما الماضية لم يكل أو يمل في تقديم خبراته وأفكاره للمسئولين سواء وقت تأسيس الوزارة أو بعد الثورة حيث ترأس لجنة التشريعات في وزارة الاتصالات لسنوات عديدة شارك خلالها في وضع تصور وصياغة عدة قوانين منها ما ظهر إلى النور والبعض الآخر مايزال قيد الدراسة.
وتعتبر شبكة إكس 25 وهي شبكة إيجبت نت أول شبكة عامة في مصر وقد تعاون عبد الرحمن الصاوي مع المصرية للاتصالات ( برئاسة المهندس وجدي عبدالحميد ثم تلاه المهندس محمود الصوري) و كان المهندس توفيق الشامي عنصرا فاعلا و صاحب دفعات كبيرة لهذا التطور لإنشاء الشبكة كأول شبكة عامة لنقل البيانات في مصر. وكان إنشاء هذه الشبكة فرصة كبيرة لتوطيد العلاقات مع اثنين من أعظم من عملوا في هذا المجال و هم المهندس وجدي عبد الحميد (أطال الله في عمره و بارك له على عظيم أفعاله) والدكتور طارق كامل رحمة الله عليه حيث كان شابا آنذاك عائدا من ألمانيا بعد أن حصل على الدكتوراه و يحكي الصاوي : كنت أتحدث مع المهندس وجدي عبدالحميد عن هذه الشبكة و كنا في جامعة الدول العربية فاقترب مني و عرف نفسه و أعرب عن سعادته أننا نتحدث في هذا الموضوع الذي كان يمثل أملا له وصارت محبة و صداقة استمر ت حتي وفاته.
بعد ذلك أنشأنا إيجي نت وكانت برأسمال يصل لـ 10 ملايين جنيه تقريبا وقد بدأت كشبكة لربط المؤسسات المالية بنوك وشركات تأمين وأصبحنا شبكة عامة هدفنا الشركات والمؤسسات الكبرى . و لم يكن اهتمامنا الأساسي الإنترنت المجاني ولكننا شاركنا فيه كخدمة أساسية للجمهور و لاستكمال الشكل العام للشركة.
تراخيص إيجي نت حصلت عليها من المهندس سليمان متولي وزير النقل و المواصلات آنذاك قبل إنشاء وزارة الاتصالات . وكان وقتها هناك ما يسمي بمرفق تنظيم الاتصالات برئاسة الوزير و الذي كانت تديره المهندسة فكرية علام. وقد ساعدت المرفق في كتابة التراخيص وجئت بكراسات شروط من الخارج و عقود رخص الاتصالات والإنترنت و تدارسناها حتى وصل المرفق لصيغة مناسبة للصناعة الوليدة في مصر وحصلنا على الترخيص قبل تشكيل الوزارة بشهور.
وافتتح الشبكة د.أحمد نظيف وزير الاتصالات وقتها وهي أول شبكة عامة مملوكة للقطاع الخاص في مصر ساهم فيها كل من شركة الأهلي للاتصالات والمصرية للاتصالات .
وأدخلنا أيه دي إس إل في مصر في عام 2001 وكان يهمنا المؤسسات خاصة المالية آنذاك و أقمنا اتصال بين مجموعة من الأطباء في تكساس-أمريكا و نظرائهم من الأطباء في القصر لمناظرة حالة و تدارسها.
ثم تخارجت من إيجي نت كمساهم و استقلت كرئيس مجلس إدارة قبل بيعها لاتصالات مصر.
الشركات كانت ترى أن خطوط المصرية للاتصالات دون المستوى وأنا كأستاذ جامعة قمت بدراسة متكاملة مع مجموعة عمل متخصصة لقياس كفاءة الشبكة المصرية ومطابقتها مع المواصفات العالمية وظهر لي أن الشبكة جيدة جدا وعلى مستوى عال من الكفاءة.
كما تعد أول شبكة حقيقية خاصة ركبت في مصر شبكة مصر للتأمين قبل هذا الوقت كانت كل التوصيلات تتم باستخدام أجهزة مودم لتوصيل نقطة بنقطة مناظرة أما هذه الشبكة فكانت تقوم على تحويل الرسائل والمسارات البديلة و التحكم فيها من نقطة مركزية. وأنشأتها
على مدى الـ 39 عاما الماضية كما أسست حوالي 12 شركة بعضها لازلت مشاركا فيها و بعضها تم بيعه أو التخارج منه. ومعظمها في مجال المعلومات.
وتكاتفنا لإنشاء جمعية التكنولوجيا المتقدمة التي اتحدت بعد ذلك مع جمعية البرمجيات لتكوين جمعية “اتصال” وتلا ذلك إنشاء غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللتان قادتا مجتمع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حتى اليوم. و للتاريخ فإن العنصر الأساسي المحرك ورائهما كان أ. سيد إسماعيل و قد شاركت في مجالس إدارتهما لفترة طويلة.
في 2002 -وقت تولي د. نظيف وزارة الاتصالات – ظهرت الحاجة لقانون منظم لصناعة الاتصالات و جهاز يعمل على تطبيق هذا القانون فتشكلت لجنة شرفت بعضويتها وانتهت إلى إعداد مشروع قانون الاتصالات الذي صدر بعد ذلك تحت مسمى قانون رقم 10 لسنة 2003 . وتم إنشاء الجهاز القومي لتنظيم مرفق الاتصالات برئاسة وزير الاتصالات و تولى الرئاسة التنفيذية المهندس علاء فهمي الذي أصبح وزيرا للنقل إبان تولي د. نظيف رئاسة الوزراء.
و في أثناء تولي د طارق كامل . وزارة الاتصالات في عام 2004 تم إنشاء لجنة ممثلي صناعة الاتصالات طبقا للقانون برئاسة الرئيس التنفيذي للجهاز –د عمرو بدوي – و كنت نائبا عن الرئيس حتى عام 2017 عندما اعتزلت العمل الحكومي في الوزارة بعد أن طلبت من وزير الاتصالات م. ياسر القاضي إعفائي من هذه اللجنة لإعطاء فرصة أكبر للشباب و كان قد سبق ذلك اعتزاري عن رئاسة لجنة التشريعات.
بعد 2011 تولى الوزارة د. ماجد عثمان ثم د. محمد سالم الذي عملت معه فترة أثناء توليه إدارة معهد تكنولوجيا المعلومات ITI حيث شرفت بعضوية مجلس إدارته لسنوات. و طلب مني د. سالم تشكيل لجنة تشريعات وقوانين لمراجعة القوانين المتعلقة بالقطاع ومرجعتها و اقتراح التعديلات اللازمة للفترة الجديدة و اقتراح ما يلزم من تشريعات جديدة. وشرفني برئاستها وضمت قمما في القانون و تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات. و قد اقترحت اللجنة تعديل العديد من القوانين و أهمها الاتصالات و التوقيع الإلكتروني و اقتراح تشريعات جديدة لأمن المعلومات وحماية البيانات الشخصية و المناقصات و غيرها ، كما شاركت اللجنة في تعديل الدستور مرتين من خلال تقديم العديد من المقترحات التي أخذ بمعظمها.
استراحة محارب
وبمناسبة مرور 50عاما من العمل لخدمة القطاع توكلت على الله و قررت اعتزال العمل الجامعي و العمل في اللجان المختلفة و الاكتفاء بمتابعة شركاتنا من بعيد بعد أن تولاها جيل جديد من أبنائنا على درجة عالية من الكفاءة و هذه منة من الله بذاتها. خاصة و أنني و خلال هذا المشوار الطويل و الصعب قد شرفت بتكريمي من العديد من المنظمات الأهلية الوطنية أهمها جمعية مهندسي الاتصالات وغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و جمعية اتصال و معهد مهندسي الكهرباء و الإلكترونيات و كلها و الحمد لله جهات أهلية.