محمد لطفي يكتب : كيف أدار قطاع الاتصالات واحدة من أخطر أزماته؟.. كواليس 40 ساعة بعد حريق سنترال رمسيس

تقرير يكتبه: محمد لطفي
لاشك أنها “كارثة” على حد وصف رئيس الشركة المصرية للاتصالات المهندس محمد نصر ومما لايدع مجالا للشك أنه “خطأ جسيم ولن يمر مرور الكرام” كما قال المستشار حنفي الجبالي رئيس البرلمان المصري .
السؤال الذي يطل برأسه علينا اليوم بعد مرور اكثر من 40 ساعة على هذا الحدث الجسيم كيف واجهت وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات هذه الكارثة إليكم التفاصيل .
في 7 يوليو 2025 اندلع حريق في المبنى التاريخي لـ”سنترال رمسيس” (مبنى مكون من 10 طوابق)، المركز الرئيسي للبنية التحتية للاتصالات في قلب القاهرة . أدى الحادث إلى مقتل 4 موظفين وإصابة نحو 27 شخصًا .
فور وقوع الكارثة والتي ادت الى انقطاع بعض خدمات الاتصالات والانترنت عن بعض المحافظات والمناطق بسبب ما يحمله سنترال رمسيس من تقنيات وايضا من تاريخ كانت رجالات الشركة المصرية للاتصالات على ارض الحدث إذ تحرك عدد من نواب الشركة المصرية للاتصالات ورئيس الشركة المصرية للاتصالات للتواجد والوقوف على حجم الاضرار البشرية والمادية .
موقف القائمين على الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي نجح في إعلام الإعلام بما يدور على أرض الواقع وان هناك امة حقيقية وجاري استعادة الامور وعودتها الى نصابها وتبع البيانين الصحفيين الذي اصدرهما الجهاز بيان ثالث صادر عن الشركة المصرية للاتصالات بانه تم اعتماد خطط بديلة ومسارات جديدة وجاري السيطرة على الموقف .

وصول وزيرة التنمية المحلية منال عوض ومحافظ القاهرة الى سنترال رمسيس لتسهيل وتيسير كافة شيء تحتاجه هذه الازمة لعبور الموقف ، لاسيما اوان رجالات الاسعاف والمطافي والنجدة كانوا الاسرع وصولا في مثل هذه الكوارت والازمات ونجحوا في التعامل مع الازمة بكل احترافية تكتب في سجلاتهم.
في تمام التاسعة مساء وبعد قرابة الثلاث ساعات هاتفني أحدهم بان وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت والرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات اتخذا قرار للعودة الى ارض الوطن قادمين من جنيف لحضور احد الفعاليات الدولية التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات وصدق المصدر وصدقت التوقعات فمع الساعات الاولى ليوم الثلاثاء وصل وزير الاتصالات قادمًا من سويسرا إلى أرض الوطن ومن ثم انتقل الى سنترال رميسيس لمعاينة الكارثة على أرض الواقع خاصة وان الدولة المصرية كانت مهتمة بهذا الحدث ثم انتقل بعدها للاطمئنان على صحة المصابين وتقديم واجب العزاء في المتوفين.
ومابين اهتمام باقي القطاعات والوزارات وأبرزها التموين الذي خرج وزيرها الدكتور شريف فاروق ليؤكد ان منظومة صرف الخبز والتموين تسير بشكل طبيعي بعد أن تواصل مع وزير الاتصالات لتذليل الصعاب إلى وزارة الصحة والسكان وغيرها من الوزارات الأخرى في الوقت الذي شهدت حركة الطيران تأخيرات محدودة في مواعيد إقلاع بعض الرحلات ، كما عقدت لجة الاتصالات بالبرلمان المصري اجتماعا طاريء حضره وزير الاتصالات ورئيس الشركة المصرية للاتصالات لاستيضاح الموقف وأبعاده وتأثيراته.

🔌 أثر الحريق على الشبكات والخدمات
انخفاض في الاتصال الوطني بالإنترنت إلى نحو 62٪ من مستواه الطبيعي .
توقف مؤقت لخدمات الإنترنت والمحمول داخل القاهرة الكبرى وما جاورها .
تعطّل الخدمات المالية، مثل وسائط الدفع الإلكتروني، البنوك، البورصة، وعددٍ من خطوط الطوارئ .
🎯 استجابة وزارة الاتصالات
- تحويل الخدمات: تم نقل حركة الاتصالات والإنترنت عبر سنترالات بديلة خلال سويعات ( سنترال الروضة).
- تأكيد الاستعادة خلال 24 ساعة: وأكد وزير الاتصالات أنه من المتوقع عودة الشبكات بكامل طاقتها خلال 24 ساعة .
- تنسيق أمني وتقني: أطقم الحماية المدنية اشتغلت أكثر من 9 ساعات لإخماد الحريق، وتم تعطيل الكهرباء والغاز لضمان السلامة .
- تحقيق فني واسع: أُعلن عن تحقيق شامل لمعرفة سبب الحريق، والإجراءات المتخذة لعدم تكراره .
🏗 تقييم الأداء
الإيجابيات
سرعة الاستجابة وتفعيل الخطة الاحتياطية وتحويل الأحمال يقلّلان من المدة.
تواصل إعلاميّ واضح وتنسيق مع الوزراء، البنوك، والبورصة.
الدعم المالي الطارئ للمواطنين (مثل رفع سقف السحب النقدي للافراد الى 500 ألف جنيه ومد ساعات العمل بالبنوك) مؤشرات إيجابية.
السلبيات
-اعتماد مركز واحد أثبت هشاشته؛ رغم وجود مراكز بديلة إلا أن 30–40% من الخدمات تأثرت .
-تأخر إعلان حجم الأضرار والتكلفة والتقييم الفني.
🧩 توصيات مستقبلية
ضرورة العمل على التالي:
*مركزية البنية: إنشاء وتجهيز مراكز بيانات بديلة موزعة ومفعّلة لحالات الطوارئ.
*أنظمة الأمان والحماية: مراجعة شبكية لكابلات الحريق، تحديث أنظمة الإطفاء وتثبيت مواد قابلة للاشتعال.
*خطط التعافي (DRP): توثيق واضح لعمليات التعافي وضمان استجابة أقل من ساعة لتفعيل الخطة.
*الشفافية الإعلامية:إصدار بيانات دورية عن مراحل التقييم، الخسائر، والتعويضات.
*تدريب مستمر: تنظيم تدريبات محاكاة سنوية للطوارئ تشمل كل الأطراف المعنية.
✅ الخلاصة
وزارة الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات تعاملوا مع الأزمة بشكل فعّال واستجابت بسرعة بتفعيل خطة التحويل وتنفيذ إجراءات أمنية وتقنية مناسبة، مما خفّف من الأضرار. ومع ذلك، أثبت الحريق هشاشة بعض البنية التحتية، مما يجعل من الضروري تعزيز خطط الطوارئ وتوسيع قدرات التعافي لضمان عدم تكرار تأثير مشابه مستقبلاً.
كما أن المعطيات تشير إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعاملت مع أزمة حريق سنترال رمسيس بدرجة جيدة من الجاهزية والتنظيم، وإن كانت التفاصيل الكاملة لا تزال في طور التقييم.

















