شاركت مبادرة “قدوة-تك” لتمكين المرأة في فعاليات النسخة الثامنة من منتدى باريس للسلام، الذي انعقد هذا العام تحت شعار “تحالفات جديدة من أجل السلام والشعوب والكوكب” في باريس، فرنسا. واُختيرت المبادرة باعتبارها واحدة من أفضل الممارسات العالمية في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية للنساء والفتيات صاحبات المشروعات اليدوية.
وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود تمكين المرأة من خلال التحول الرقمي، بما يعكس رؤية وطنية طموحة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة قائمة على الابتكار والمعرفة.
وكان قد تقدم للمشاركة في المنتدى نحو 400 مشروع من مختلف أنحاء العالم، واختير من بينها 30 مشروعًا فقط، منها مبادرة “قدوة-تك” التي مثلت مصر والمنطقة العربية، وقدمت تجربتها في تعزيز التمكين الرقمي للسيدات ودعم التنمية المستدامة.
وشهد المنتدى جلسات حوارية متعددة حول قضايا تمكين المرأة، منها جلسة بعنوان “مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي: البيانات والروايات والقيادة”، التي تناولت سبل التعاون الدولي في تعزيز التمكين الرقمي للمرأة. وسلطت الجلسة الضوء على هدف المبادرة المتمثل في تمكين السيدات والفتيات، لا سيّما صاحبات المشروعات اليدوية في المناطق النائية والمهمشة من خلال تطوير مهاراتهن الرقمية الحديثة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية والشمول المالي وإنشاء المحتوى التفاعلي عبر المنصات الرقمية.
وجرى أيضًا استعراض الجهود الوطنية في دمج البيانات غير التقليدية ضمن استراتيجيات التخطيط وصنع القرار القائم على الأدلة، من خلال اعتماد سياسة البيانات المفتوحة بهدف تعزيز الشفافية وتشجيع الابتكار، إلى جانب إصدار قانون حماية البيانات الشخصية رقم 151 لسنة 2020، الذي يضمن الخصوصية في استخدام البيانات. كما تمت الإشارة إلى تطوير أنظمة البنية التحتية الرقمية العامة التي تُسهم في إتاحة فرص تنمية رقمية عادلة للنساء والفتيات.
وتطرقت النقاشات كذلك إلى التحديات الثقافية والتقنية التي تواجه السيدات في المناطق الريفية، والدور الذي تؤديه مبادرة “قدوة-تك” في التغلب عليها عبر نموذج “رائدات المعرفة” الذي يعتمد على نساء متعلمات يقمن بدور سفراء رقميين داخل مجتمعاتهن لنشر المهارات والمعارف الرقمية، وتعزيز مبدأ التدريب بالأقران لضمان استدامة الأثر.
وخلال الجلسة، تم التأكيد على أهمية بناء القدرات من خلال تطوير الكفاءات المؤسسية والأطر التمكينية الداعمة لاستمرار المبادرات بعد انتهاء مراحل التمويل، مع الإشارة إلى أن الخطوة المستقبلية تتمثل في توسيع نطاق المبادرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يحوّل المشروعات اليدوية إلى مسارات نحو اقتصاد مستدام يحقق السلام والإنصاف والازدهار المشترك.
وتمثل مبادرة “قدوة-تك” نموذجًا مصريًا ملهمًا لدعم النساء والفتيات عبر تحويل المشروعات اليدوية والتراثية إلى فرص اقتصادية رقمية مستدامة، وتمكين السيدات من الاندماج الفاعل في الاقتصاد الرقمي المحلي والعالمي.
ويُذكر أن منتدى باريس للسلام يوفر منصة عالمية تهدف إلى إيجاد حلول جماعية للتحديات المشتركة، وتعزيز التعاون الدولي من أجل السلام والتنمية المستدامة. ويجمع المنتدى سنويًا قادة دول وحكومات، ومنظمات دولية وغير حكومية، وشركات، وممثلين عن المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم لتعزيز الحوار وبناء شراكات جديدة من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وعدلًا.










