مقابلات

أحمد علاء المدير الإقليمي لـ تريند مايكرو: استخدام AI يتطلب توازنًا دقيقًا لتعزيز الدفاع واتباع سياسات أمان صارمة

– نطبق معايير عالمية للأمن السيبراني مع تخصيص الحلول لتلائم السياق المحلي لكل سوق

– AI ساهم في تقليل متوسط زمن اكتشاف الهجمات بنسبة كبيرة

– تدريب الكوادر وبناء القدرات المحلية محور استراتيجيات تريند مايكرو في مصر والشرق الأوسط

تستعرض شركة تريند مايكرو، المتخصصة عالميًا في حلول الأمن السيبراني، حضورها المتميز في دورة معرض Cairo ICT 2025، مسلّطة الضوء على أحدث تقنيات الحماية من التهديدات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والأمن السحابي. وفي حوارنا مع أحمد علاء، المدير الإقليمي للشركة، كشف عن رؤى تريند مايكرو في تأمين المؤسسات والقطاع الخاص والحكومي، واستراتيجياتها لتقليل المخاطر الناجمة عن هجمات الفدية والبرمجيات الخبيثة، بالإضافة إلى نصائح الشركات والمؤسسات حول الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي.

كما تحدث عن فرص التوسع في الشرق الأوسط وأفريقيا، التحديات المتعلقة بتوحيد معايير الحماية عبر الأسواق المختلفة، ومبادرات التدريب وبناء القدرات المحلية لتعزيز الوعي الأمني. الحوارات أيضًا تناولت الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي للكشف المبكر عن الهجمات، والشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات التقنية لتقديم حلول متكاملة للأمن السيبراني، فضلاً عن دور تريند مايكرو في دعم البنية التحتية للمدن الذكية وإنترنت الأشياء، وخططها المستقبلية حتى 2030.

 

في البداية هل يمكن أن تحدثنا عن مشاركتكم في الدورة الجديدة من معرض CAIRO ICT؟

مشاركتنا في معرض CAIRO ICTتعكس التزام تريند مايكرو بدعم بيئة الأمن السيبراني في مصر والمنطقة نقدم من خلال جناحنا أحدث حلولنا وتقنياتنا في الحماية من التهديدات الرقمية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي والأمن السحابي، كما أتحنا فرصة للحضور للتفاعل المباشر مع خبرائنا واستكشاف كيف يمكنهم حماية أعمالهم من الهجمات الإلكترونية المتطورة.

ما هي نصيحتك للشركات والمؤسسات من الاستخدام الآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي؟

ننصح الشركات بتبني نهج متكامل للأمن السيبراني عند استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يشمل: تدريب الموظفين، حماية البيانات الحساسة، مراقبة الأنظمة بشكل مستمر، واختيار منصات ذكاء اصطناعي موثوقة. كما يجب وضع سياسات واضحة حول الوصول إلى البيانات واستخدامها لتقليل المخاطر الناتجة عن الهجمات أو سوء الاستخدام.

من وجهة نظرك، ما أبرز القطاعات المستهدفة بفيروسات الفدية وكيف تأخذ حذرها؟

القطاعات الحيوية مثل البنوك، الصحة، الطاقة، والخدمات الحكومية تعتبر الأكثر استهدافًا بفيروسات الفدية بسبب طبيعة بياناتها الحساسة. للحماية، يجب تبني حلول النسخ الاحتياطي المنتظمة، تحديث البرمجيات بشكل مستمر، وتطبيق آليات كشف التهديدات المبكر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب التدريب المستمر للموظفين على التعامل مع محاولات التصيد والهجمات السيبرانية.

 كيف تستعد تريند مايكرو للاستحواذ على حصة أكبر من سوق الأمن السيبراني العالمي؟

نركز على الابتكار المستمر وتقديم حلول شاملة تجمع بين الأمن السحابي، الذكاء الاصطناعي، وحماية الأجهزة المتصلة بالإنترنت. كما نسعى لإقامة شراكات استراتيجية مع شركات رائدة لتعزيز قدراتنا، والتوسع في أسواق جديدة، مع تقديم خدمات مخصصة تلائم احتياجات الشركات الكبرى والصغيرة على حد سواء.

كيف ترى الشركة فرصها في الشرق الأوسط وأفريقيا؟

المنطقة تشهد نموًا قويًا في التحول الرقمي، مع توسع الحكومة والمشروعات الخاصة للمدن الذكية. تريند مايكرو ترى في ذلك فرصة لتقديم حلول أمنية متقدمة، سواء للبنية التحتية الحيوية أو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مع تعزيز قدرات التدريب وبناء القدرات المحلية لتعزيز الوعي الأمني.

ما أبرز التحديات التي تواجهكم في توحيد معايير الحماية عبر الأسواق المتنوعة؟

التحدي يكمن في اختلاف التشريعات ومتطلبات الامتثال من بلد لآخر، بالإضافة إلى تنوع البنى التحتية التقنية. للتعامل مع ذلك، نطبق معايير عالمية للأمن السيبراني مع تخصيص الحلول لتلائم السياق المحلي لكل سوق، مع التأكيد على التدريب والدعم الفني المستمر لضمان الالتزام الكامل بأفضل الممارسات.

وإلى جانب تلك التحديات، يبرز كذلك عامل تفاوت النضج الرقمي بين الأسواق، ما يعني أن بعض البلدان تمتلك بنى تحتية متقدمة، بينما تعتمد أسواق أخرى على منظومات قديمة أو مجزّأة، وهو ما يزيد صعوبة توحيد مستوى الحماية. كما تؤثر الفجوات في تبنّي السياسات والإجراءات الأمنية داخل المؤسسات—خصوصًا في القطاعات الحساسة—على قدرة الشركات على تطبيق إطار موحّد وفعال. وفي ظل هذا التنوع، يصبح التنسيق المستمر مع الجهات التنظيمية، وتوفير فرق مختصة لإدارة الامتثال ومراقبة الأداء الأمني، خطوة أساسية لضمان أن تظل معايير الحماية منسجمة رغم اختلاف البيئات التشغيلية.

ما أبرز أنماط التهديدات الجديدة التي رصدتها تريند مايكرو في 2025؟ وهل أصبح الذكاء الاصطناعي أداة دفاع أم هجوم؟

شهدنا تصاعدًا في هجمات الفدية المتقدمة، والبرمجيات الخبيثة التي تستهدف البيئات السحابية. الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية في الدفاع، من خلال الكشف المبكر وتحليل الأنماط، لكنه يمكن أن يُستخدم في الهجوم إذا وقع في أيدي غير موثوقة. لذلك، يتطلب الأمر توازنًا دقيقًا في استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدفاع واتباع سياسات أمان صارمة.

تشير التقارير إلى ارتفاع ملحوظ في الهجمات الموجّهة للبيئات السحابية، مع زيادة في محاولات استغلال الثغرات داخل بنى الخدمات السحابية الهجينة. كما رُصد تصاعد في الهجمات القائمة على الـ Deepfake  والتصيّد الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ما جعل انتحال الهوية الرقمية أحد أسرع أساليب الهجوم نمواً لهذا العام.
وتُظهر التحليلات أيضاً أن البرمجيات الخبيثة التي تستغل نقاط الضعف في أجهزة الـ انترنت الأشياء ارتفعت أيضاً، بالتزامن مع توسّع مساحة ومنافذ الهجومات في مؤسسات تعتمد على بنى موزّعة وأنظمة عمل هجينة. هذا التطور يؤكد أن الذكاء الاصطناعي بات مزدوج الاستخدام: سلاحاً دفاعياً فعالاً عند استخدامه ضمن ضوابط الحوكمة والسياسات الصارمة، وسلاحاً هجومياً خطيراً عندما يستغله مهاجمون قادرون على توجيه قدراته نحو التخطيط والتنفيذ الآلي للهجمات.

كيف تستخدم تريند مايكرو تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في الكشف المبكر عن الهجمات؟

نعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل كميات ضخمة من البيانات بشكل لحظي، والتنبؤ بالتهديدات قبل حدوثها، ما يقلل زمن الكشف والاستجابة بشكل كبير. خلال العام الماضي، ساهمت هذه التقنية في تقليل متوسط زمن اكتشاف الهجمات بنسبة كبيرة، مما يمنح الشركات فرصة أسرع للتصدي للهجمات ومنع الأضرار.

ما الاستراتيجيات الجديدة لتقليل الخسائر من هجمات برامج الفدية؟

تشمل الاستراتيجيات:تحسين النسخ الاحتياطي والاسترجاع السريع للبيانات، استخدام حلول الكشف المبكر، تعزيز الوعي الأمني للموظفين، تطبيق سياسات إدارة الحقوق الرقمية، وإقامة شراكات مع مزودي الخدمات لإدارة الأزمات السيبرانية.

ما حجم استثمارات تريند مايكرو في مصر والمنطقة؟

تريند مايكرو تستثمر بشكل مستمر في البنية التحتية، التدريب، والتطوير التقني، مع خطط للتوسع في مراكز الدعم وتشجيع برامج التدريب على الأمن السيبراني لتعزيز القدرات المحلية ومساعدة الشركات على حماية أصولها الرقمية.

المبادرات المشتركة مع الحكومة المصرية أو القطاع الخاص لتعزيز الأمن السيبراني؟

لدينا برامج تدريبية مشتركة، حلول لحماية البنية التحتية الرقمية، واستشارات في بناء السياسات الأمنية للقطاعين العام والخاص، بهدف رفع مستوى الوعي وتأمين التحول الرقمي بشكل مستدام.

كيف يمكن للشركة رفع الوعي الأمني لدى الأفراد والمؤسسات الصغيرة؟

نعتمد على برامج توعية رقمية، ورش عمل، ندوات عبر الإنترنت، وحملات إعلامية لتثقيف الأفراد والمؤسسات الصغيرة حول التهديدات السيبرانية، مع تقديم حلول حماية سهلة وفعالة تناسب احتياجاتهم وميزانياتهم.

وإضافة إلى تلك الاستراتيجيات، تتجه المؤسسات في 2025 إلى اعتماد نهج الاستجابة الاستباقية عبر تطبيق مفهوم “الثقة الصفرية” وتجزئة الشبكات للحد من انتشار الهجوم عند حدوث خرق، مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مراكز العمليات الأمنية لتحليل السلوكيات الشاذة واكتشاف التهديدات قبل أن تتطور إلى حادث كبير. كما أصبح تقييم جاهزية البنية التحتية من خلال اختبارات محاكاة الهجمات (الفريق الأزرق والفريق الأحمر) ومراجعة الثغرات بشكل دوري جزءاً محورياً من تقليل الأضرار وتعزيز القدرة على الصمود أمام هجمات الفدية المتطورة.

كم تبلغ ميزانية البحث والتطوير وما نسبة ما يوجّه لتقنيات  الذكاء الاصطناعي؟

تريند مايكرو تخصص جزءًا كبيرًا من ميزانية البحث والتطوير لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل السحابي، مع التركيز على تحسين الكشف المبكر عن الهجمات وتطوير حلول أمان مبتكرة تتوافق مع أحدث التهديدات.

أهم الشراكات التقنية مع كيانات كبرى لتعزيز الحلول الأمنية؟

لدينا شراكات استراتيجية مع Microsoft وGoogle Cloud وAWS لتقديم حلول متكاملة تجمع بين الأمن السيبراني والسحابة، مما يمكن العملاء من حماية بياناتهم وبنيتهم التحتية الرقمية بكفاءة عالية.

حماية الأجهزة غير التقليدية مع توسع تقنيات انترنت الأشياء والمدن الذكية؟

نركز على تأمين جميع أنواع الأجهزة المتصلة بالإنترنت من خلال حلول متقدمة للكشف عن التهديدات، المراقبة المستمرة، وإدارة السياسات الأمنية الخاصة بكل نوع من الأجهزة مثل السيارات الذكية وأنظمة التحكم الصناعي.

رؤيتكم لمستقبل الأمن السيبراني والخطر/الأداة AI؟

نرى أن الذكاء الاصطناعي سيكون القوة الدافعة للأمن السيبراني خلال السنوات القادمة، لكنه يمثل تحديًا إذا استخدم بشكل غير مسؤول. الحل يكمن في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي الدفاعي مع تطوير سياسات صارمة ومراقبة مستمرة لضمان الأمان الرقمي.

الهدف الاستراتيجي لعام 2030؟

نستهدف زيادة الحصة السوقية وتوسيع الإيرادات من خلال الابتكار، التوسع الجغرافي، والتعاون مع الشركات الناشئة، مع استكشاف فرص الاكتتاب العام أو الاستحواذ على شركات تقنية لتعزيز محفظتنا.

الرسالة للشركات والحكومة بخصوص الاستثمار في الأمن السيبراني؟

الأمن السيبراني ليس خيارًا بل ضرورة.كما أن الاستثمار فيه يحمي الأصول الرقمية، يدعم التحول الرقمي الآمن، ويعزز الثقة في الخدمات الرقمية، خصوصًا مع الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي

إن الاستثمار المبكّر في الأمن السيبراني يجنّب المؤسسات—سواء الحكومية أو الخاصة—تكاليف باهظة على المدى البعيد، ويمنحها قدرة أعلى على مواجهة التهديدات المتطورة التي تستهدف البيانات والبنية التحتية الحيوية. كما أن تبنّي حلول متقدمة لإدارة المخاطر، وتطبيق أطر الحوكمة الصارمة، وتمكين الكفاءات الوطنية في هذا المجال، بات عاملاً حاسماً في بناء منظومة رقمية مرنة ومتماسكة تُسهم في تسريع الابتكار دون أن تترك مجالاً للهجمات للحد من الطموحات التقنية أو تعطيل مسيرة التحول الرقمي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى