المنطقة التكنولوجية بالمعادي كانت وماتزال هي النواة الرئيسية للمناطق التكنولوجية المنتشرة في بعض محافظات جمهورية مصر العربية حيث كان يتمثل الحلم ان تصبح هي المنارة الحقيقة لصناعة التعهيد والكول سنترز في مصر بعد تدشينها في عام 2008 ، ومع بزوغ شمس عام 2019 كانت هناك رؤية واضحة تستهدف اجتذاب قطاعات جديدة من المستثمرين مثل مراكز البيانات العملاقة والاقليمية بالإضافة الى استمرار اجتذاب الشركات العاملة في مجالات التعهيد وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ICTBusiness حاورت قيادات المنطقة التكنولوجية بالمعادي المهندس عمرو أبو علم رئيس مجلس الإدارة والذي تولى منصبه منذ بضعة أشهر تقريبا ، المهندس محمد عبد الوهاب الرئيس التنفيذي ، سالنا عن الكثير من الأسئلة التي تدور في بال الجميع منها ارتفاع القيمة الايجارية وطبيعة الخدمات المقدمة وطبيعة فرص العمل المباشرة وغير المباشرة التي توفرها المنطقة وعلاقاتها بباقي المناطق التكنولوجية الأخرى .
السطور التالية ترصد ملامح الحوار
توليتم حديثا منصب رئيس منطقة المعادي التكنولوجية هل يمكن أن تحدثنا عن رؤيتك لتنمية الأعمال في هذه المنطقة؟
عمرو أبوعلم: المنطقة تكنولوجية من المعادي تحتاج إلى بعض التطوير والأفكار الجديدة في الخدمات التي تقدمها للشركات وذلك بعد الانتهاء من جائحة كورونا والتي أثرت على أعمال الشركات في كافة أنحاء العالم ، وصناعة التعهيد ليست استثناء من ذلك. لذلك يعمل مجلس إدارة المنطقة على صياغة رؤية جديدة للمنطقة تقوم على التواصل مع الشركات المتواجدة بالمنطقة والشركات العاملة بالقطاع عموما وكذلك هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “ايتيدا” والقطاعات المختصة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهيئة العامة للاستثمار لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المنطقة.
وترتكز رؤيتنا على توفير بعض الخدمات الجديدة التي سوف يعلن عنها قريبا فور الإنتهاء من دراستها واستطلاع آراء الشركات بما يساهم في زيادة فرص العمل بالشركات المتخصصة في صناعة التعهيد وزيادة العائد من تصدير هذه الخدمات بما يعود في أقصى فائدة ممكنة للشركات ونموها وبالتالي للصناعة ككل.
82% نسبة الاشغال بالمنطقة ونتوقع وصولها الى 90% بنهاية العام
أحد المناصب التي توليتها كانت رئيس شركة القرى الذكية فمن وجهة نظرك ماهي معايير اختيار الشركات للاستثمار في المنطقة التكنولوجية بالمعادي وغيره من المناطق التكنولوجية ؟
عمرو أبوعلم: المنطقة التكنولوجية بالمعادي متخصصة في صناعة التعهيد والخدمات المصاحبة له بينما القرية الذكية تخدم قطاع أكبر في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى قطاعات الخدمات المالية وبالتالي فإن معايير اختيار الشركات يجب أن تتوافق مع الأغراض الأساسية للمنطقة أو الشركة لتحقيق النجاح لكل من المستثمر والشركات العاملة بالمنطقة أو الشركة.
كانت وماتزال أحد التحديات التي تقف حجرا عثرة أمام المستثمرين هي حساب الإيجار الشهري لهم بالدولار وتحميل بعض المساحات غير المستغلة على هؤلاء المستثمرين – هل يمكن إعادة النظر في هذه الأسعار؟
عمرو أبوعلم: مجلس إدارة المنطقة ناقش هذا الموضوع في العديد من الاجتماعات بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفتها المطور للمنطقة وبناءً على الدراسات المتخصصة التي قامت بها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات تم الاتفاق على أسعار جديدة لكافة الخدمات التي تقدمها المنطقة. وتم تحديد أسعار الإيجار بالجنيه المصري بما يتناسب مع تكلفة الشركات وتكلفة إدارة المنطقة ويضمن للشركات تنافسية عالية بناءً على الدراسات التي قامت بها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات وحاليا تتم كافة التعاقدات الجديدة بناءً على الأسعار الجديدة للخدمات.
وماهي أسعار الإيجارات في الوقت الحالي للمتر المربع ؟ وما هي نسبة الإشغال في المنطقة التكنولوجية بالمعادى ؟ وكيف نعمل على تطويره ؟
عمرو أبوعلم: أسعار الإيجار يتم تحديدها بناءً على المساحات المطلوبة من الشركات والغرض الذي ستستغل من أجله ويمكن التواصل مع الإدارة التنفيذية للمنطقة التكنولوجية بالمعادي لتقديم الطلبات والحصول على الأسعار بناء على المساحات المتاحة.
نسبة الإشغال في نهاية يونيو 2023 تجاوزت 82% من إجمالي المساحات المتاحة للإيجار ونتوقع تجاوزها 90% قبل نهاية العام الحالي بإذن الله. كما تم إتاحة غرف اجتماعات وغرف تدريب للإيجار اليومي أو الأسبوعي أو الشهري وذلك للشركات المتواجدة بالمنطقة أو الشركات التي تعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجي المعلومات عموما وتريد الاستفادة من الخدمات المقدمة في المنطقة.
نوفر 9 ألاف فرصة عمل مباشرة و 19 ألف غير مباشرة قريبا
لاشك أن توافر الإمكانيات والبنية التحتية هي الأساس في اجتذاب المستثمرين للمنطقة التكنولوجية في المعادي – هل يمكن أن تحدثنا عن إمكانيات المنطقة وما توفره لعملائها؟
محمد عبد الوهاب: تم تخطيط وتصميم الخدمات والبنية التحتية للمنطقة التكنولوجية بالمعادي لتوفر بيئة الأعمال eco system المتكاملة التي تناسب أعمال الشركات العالمية والإقليمية والمحلية التي يمكن أن يعتمد عليها ابتداءً من توافر بدائل الطاقة على ثلاثة مستويات تعمل بالتبادل عند انقطاع إحداها وكذلك بدائل كابلات الألياف الضوئية التي تضمن عدم انقطاع الاتصالات والإنترنت.
تعمل المنطقة على مدار اليوم 24 ساعة، 7 أيام في الأسبوع وتشمل الخدمات الحالية التي تقدمها المنطقة للشركات المستأجرة كافة أعمال النظافة والصيانة والأمن، وذلك بخلاف أماكن الانتظار المخصصة للشركات وضيوفهم بخلاف أماكن انتظار السيارات العامة. كذلك يتواجد مكتب بريد مخصص وكذلك توفر محطة اطفاء ونقطة اسعاف مركزية. كل ذلك في إطار مجمع مباني مؤمن.
اما فيما يخص تخطيط وإدارة المساحات بالمباني التي يتم تأجيرها للشركات الراغبة فتم التأكد من مناسبة المساحات المختلفة لاحتياجات الشركات العاملة في المجال مع توفير كل الخدمات المناسبة لكل قاعة/مساحة من كافيتريات وغرف حفظ أمانات وغرف خدمات اتصالات وغرف خدمات كهربائية. ويشترك كل قاعتين او ثلاثة في دورات المياه. بل إن بعض المباني الحاصلة على شهادات بيئية توفر أماكن انتظار للدرجات الهوائية لتشجيع الشباب على استخدام وسائل النقل صديقة البيئة.
ولقرب المنطقة التكنولوجية بالمعادي من محطتين لمترو الانفاق، فتقوم العديد من الشركات توفير وسائل لنقل العاملين من محطات المترو للمنطقة والعكس، مما يشجع الشباب من أنحاء القاهرة على استخدام المترو.
كيف تطورت المنطقة التكنولوجية بالمعادي منذ قرار تأسيسها في مارس 2008 حتى اليوم؟ وهل تعتقد أن المنطقة ما تزال جاذبة للمستثمرين؟
محمد عبد الوهاب: بدأت المنطقة عملها في إطار قانون الاستثمار رقم 8 لسنة 1997 كمنطقة استثمارية عام 2008. ومع صدور قانون الاستثمار رقم 72 لسنة 2017، تم تحويل المنطقة عام 2019 إلى منطقة تكنولوجية لتستفيد من حوافز الاستثمار بالقانون الجديد. ساعد هذا التحول من اجتذاب قطاعات جديدة من المستثمرين مثل مراكز البيانات العملاقة والاقليمية بالإضافة الى استمرار اجتذاب الشركات العاملة في مجالات التعهيد وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كم تصل عدد فرص العمل المتوافرة داخل المنطقة التكنولوجية بالمعادي؟
محمد عبد الوهاب: تتراوح فرص العمل بالمنطقة حاليا بين 8 إلى 9 ألاف فرصة عمل مباشرة، كلا منها نوفر 2.2 فرصة عمل غير مباشرة التي يمكن تقديرها ب19 الف فرصة عمل غير مباشرة. ومن المتوقع أن يصبح فرص العمل المباشرة بنهاية العام في حدود 12 ألف فرصة عمل مباشرة.
وماهي أبرز الصناعات المتواجدة هناك؟ وهل سيتغير مستقبلا الفكر من شركات التكنولوجيا إلى شركات في مجالات أخرى لتتواجد في المعادي؟
محمد عبد الوهاب: أبرز الصناعات المتواجدة بالمنطقة التكنولوجية بالمعادي على مراكز الاتصال التي تصدر خدماتها عبر الحدود وبنسبة أقل مراكز الاتصال التي تخدم الشركات محليا. كذلك خدمات مرتبطة بالصحة وتصميم الدوائر الإلكترونية وشركات عالمية تقدم خدمات الدعم الفني في مصر والمنطقة العربية وأوروبا.
عمرو أبوعلم: في الوقت الحالي لا يوجد اتجاه لتعديل الغرض من المنطقة التكنولوجية بالمعادي نظرا لاستمرار التوسع في صناعات التعهيد بأشكالها المختلفة التطور الحادث فيها والذي نرى أن أمامه المزيد من التطور والاحتياج للمساحات المكتبية بالإضافة إلى كافة الاستخدامات التي قد تضيف إلى تطوير هذه الصناعة أو إلى صناعة تكنولوجيا المعلومات عموما.
30 ألف دولار أمريكي سنويا متوسط القيمة التصديرية المضافة لكل فرصة عمل في مجال خدمات التعهيد
ظلت صناعة الكول سنتر والتعهيد هي المسيطرة على المنطقة التكنولوجية بالمعادي كيف يمكن تغيير هذا التوجه؟
عمرو أبوعلم: المنطقة التكنولوجية بالمعادي تم إنشاؤها خصيصا للمساهمة في زيادة تصدير صناعة التعهيد والتي تتميز فيها الكوادر المصرية بما أثبتته من كفاءة في عشرات الشركات التي تقوم بالتصدير حاليا وما زلنا نرى أن إمكانيات النمو متوفرة بهذه الصناعة وتوجهنا الحالي هو إضافة كافة الخدمات المساعدة والمساندة لصناعة التعهيد لزيادة عدد العاملين بها والعائد منها بالإضافة إلى أنشطة مراكز البيانات للاستفادة من البنية التحتية المتميزة للمنطقة.
مساحة المنطقة التكنولوجية بالمعادى 75 فدانا، كيف تساهم هذه المنطقة في تطوير وزيادة تصدير خدمات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات للخارج وتدر عملة صعبة للبلاد؟
محمد عبد الوهاب: متوسط القيمة التصديرية المضافة لكل فرصة عمل في مجال خدمات التعهيد ومراكز الاتصال تتراوح بين 20 إلى 30 ألف دولار أمريكي سنويا؛ ترتفع مابين 40 إلى 60 ألف دولار أمريكي لفرص العمل في المجالات الأكثر تخصصا وندرة مما يمثل قيمة تصديرية مضافة لمصر بالإضافة إلى فرص العمل ونقل التكنولوجية والضرائب على المرتبات وضرائب الشركات. وحيث ان نسبة الربح في هذه الشركات تتراوح بين %10 و20%، فذلك يعنى ان أغلب هذه الدخول يتم استثمارها في مصر.
50% نسبة الاشغال في ثلاث مناطق تكنولوجية بالمحافظات و 100% في إحداها
ظلت المناطق التكنولوجية حديث أهل الصناعة خاصة في المحافظات ورغم كثرة الحديث عنها إلا أن الوضع كما هو عليه – كيف ترى تنمية أعمال هذه المناطق وكيف نجتذب اليها المستثمرون؟
عمرو أبوعلم: لدينا أربع مناطق تكنولوجية في المحافظات تحت إدارة شركة واحات السليكون والشركة تبذل كل الجهود في التعريف بالخدمات التي تقدمها في المدن الجديدة في أسيوط الجديدة وبرج العرب ومدينة السادات ومدينة بني سويف الجديدة وحاليا تعدت نسبة الإشغال الـ 50% في كل المناطق ووصلت في إحداهم إلى 100% ونتمنى أن يقوم الإعلام بدوره كهمزة وصل بين احتياجات الصناعة والإمكانيات المتاحة في المناطق التكنولوجية.