مقابلات

م.أحمد مكي في أول حوار صحفي:أطلقت أول كابل بحري في المنطقة وحصلت على 6000 موافقة من 25 دولة

حاوره : محمد لطفي

المهندس أحمد مكي رئيس مجلس إدارة شركة فايبر مصر، حينما يتحدث لابد أن ينصت له الجميع جيدا، فخبراته المتراكمة في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والكوابل البحرية كانت جواز مروره لقيادة واحدة من أكبر الشركات المصرية العاملة في مجال الاتصالات، رغم اختياره ضمن 100 شخصية مؤثرة في قطاع الاتصالات العالمي إلا أن ملامحه المصرية ووطنيته تدفعك إلى الحديث معه، ICTBusiness أجرت معه أول حوار صحفي في مصر تحدثنا فيه عن ظروف عودته للوطن حيث أكد أنه مهما قدم لهذا الوطن فإنه لن يوفيه حقه، فطموحات هذا الرجل وفكره تجعله يفكر للمستقبل البعيد، نجاحه وفريق عمله بات أمرا موثوقا فيه بسبب الخبرات المتراكمة والفكر البناء الذي تمثله المجموعة.

السطور التالية ترصد الحوار

 

في البداية هل يمكن أن نتعرف عليك عن قرب؟

أنا خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة دفعة 1995 تخصص اتصالات وإلكترونيات وعقب التخرج التحقت بمعهد تكنولوجيا المعلومات ITI ومركز معلومات مجلس الوزراء وكنت من أوائل المجموعات الخاصة بالشبكات الإلكترونية ثم تم اختياري للتعين كمعيد، وخلال هذا العام أتممت رسالة الماجستير في مجال تكنولوجيا المعلومات في جامعة نوتنجهام في بريطانيا، وأنا من المحظوظين من أبناء جيلي الذي عاصر بداية التقنيات في مصر ودخول الإنترنت على مستوى الحكومة أو القطاع الخاص.

وانتقلت بعدها للعمل في مجال الإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية خارج مصر، حيث التحقت بالعمل في شركة زاك سات وهي أول شركة للأقمار الصناعية خارج الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1997، وزاك سات كانت بتمويل كويتي تعمل بتكنولوجيا فرنسية والمحطة الأرضية كانت في الفلبين لتغطية قارة آسيا بالكامل واستراليا وشرق اوربا وشرق افريقيا.

ولاشك أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في ذاك الوقت يعد من التقنيات الجديدة ونجحت خلال هذه الفترة في بناء شبكة قوية من العلاقات في القطاعات المختلقة المتصلة بالتكنولوجيا سواء على المستوى الحكومي أو مقدمي خدمة الاتصالات من الشركات سواء كانت حكومية أو خاصة، وتدرجت في المناصب وبعد 4 سنوات شغلت منصب الرئيس التنفيذي في الشركة والتي تم تغيير اسمها في مراحل مختلفة إلى زاك نت ثم شو نت (وهي شركة شقيقة لشو تايم العربية في ذاك الوقت) وتم تغيير ملكية الشركة لتصبح مملوكة بالكامل لشركة كيبكو (شركة مشاريع الكويت القابضة) التي يرأسها الشيخ حمد الصباح وهي تعد من أكبر الشركات الاستثمارية العالمية.

ثم انتقلت لمنصب آخر كرئيس تنفيذي لشركة الاتصالات المملوكة لمجموعة المال للاستثمار الكويتية التي يرأسها السيد/ محمد جاسم الصقر (مؤسس ورئيس البرلمان العربي السابق)، وقد عرض علينا فرصا عديدة  للاستثمار منها الاستثمار في إطلاق قمر صناعي في المنطقة. وخلال هذه الفترة اتممت بناء 4 محطات  للأقمار الصناعية في بريطانيا، أسبانيا، واشنطن والأخيرة في هونج كونج لخدمة منطقة الشرق الأوسط.

وبصورة عامة فان المعلومات والبيانات يتم نقلها عبر الكرة الارضية عن طريق الاقمار الصنعية أو الكوابل البحرية، فحجم البيانات يتزايد بصورة ضخمة من عام تلو الآخر، والنسبة الاكبر للكوابل البحرية حيث يتجاوز حجم البيانات المتبادل خلاها 90 % والباقي يتم نقله عبر الاقمار الصناعية.

هذه تفاصيل استحواذ Redcon على 6% من “فايبر مصر”

وماذا عن خبرتك في بناء الكوابل البحرية؟

نتيجة النمو المتزايد لحجم البيانات طرحت فكرة بناء كابل بحري أطلق عليه فوج 2 لربط العراق بالإمارات والسعودية والمشروع كان بداية احتكاكي بصناعة الكوابل البحرية بعد تحرير العراق في عام 2005 وكنت في المجلس الأعلى لإنشاء هذا الكابل وكان عبارة عن تحالف كويتي عراقي إماراتي سعودي وكنت أمثل المجموعة الكويتية وكنت عضوا في هذا المجلس مع وزيرة الاتصالات العراقية وممثلين لشركة اتصالات الامارات والاتصالات السعودية.

وقتها كانت هناك 4 شركات عالمية فقط تعمل في تصنيع الكوابل البحرية وكان جميعهم مهتمين بالمشروع العربي الخليجي ووصلنا للمرحلة النهائية للترسية على احدهم، إلا أن الموضوع توقف بسبب تغير الحكومة العراقية، وقد تعلمت الكثير وكانت هناك دروس مستفادة من المشروع.  وحينما توقف المشروع خرجت بعدها بسنة بفكرة كابل بحري يربط المنطقة بالعالم بصورة محايدة وغير تابع لحكومة أو مشغل ما من خلال أجهزة وصناديق استثمارية تمثل الدول المختلفة من المنطقة، وكان هناك اهتمام كبير رغم الأزمة المالية في عام 2008 إلا أن هذا المشروع كان يندرج تحت مظلة المشروعات الخاصة بالبنية التحتية الحرجة  التي لها تأثير مباشر علي الاقتصاد والتنمية والامن القومي، ونجحت مع فريق العمل ومع المؤسسين من دول الخليج في أن نشكل منظومة مهمة وكنت الرئيس التنفيذي للشركة وشريك مؤسس وعضو مجلس إدارة بشركة GBI وكان هناك التزام مني ومن المساهمين بأن أظل في منصبي لمدة 5 سنوات على الأقل لاستكمال البناء إلى أن مرت السنوات وخرج الكابل البحري للنور بعد أن وصلت عدد الموافقات  فيه ل 6000 موافقة من 25 دولة لمد كابل بطول 40 ألف كيلومتر وتم تنفيذه بنجاح من الهند لإيطاليا مرورا بكل دول الخليج ومصر.

نشارك للمرة الأولى في Cairo ICT ونطلق شركتين الأولى لمراكز البيانات والثانية للأعمال المدنية

ومتى قررت العودة للوطن؟

الفكرة بدأت تراودني منذ زمن خاصة وأنني خارج البلاد منذ عام 1997 وكنت مرتبط بمصر رغم سفري المتواصل وحلي وترحالي وكنت على اتصال مباشر مع قيادات قطاع الاتصالات المصري ووضعت خبراتي قيد طلبهم لأني اعتبر ذلك واجبا وطنيا وكجزء من رد جميل الوطن الذي تعلمنا ونشأنا فيه، ومع نهاية عام 2016 جاءت فكرة تأسيس كيان مصري بمستوى عالمي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكان هذا هو التوقيت المناسب خاصة وأن القيادة السياسية للبلاد داعمة للقطاع وتعي تماما أهميته التي تعد قاسما مشتركا في أي تطوير أو بناء يتم في البلاد والاقتناع التام بأهمية قطاع الاتصالات في المساهمة في بناء الدولة المصرية الحديثة.

وتعتبر البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عاملا أساسيا في التنمية وعدم تواجدها بصورة مناسبة سيكون  عائقا للتطوير، فمصر من الدول الرائدة التي ينتظرها مستقبل واعد في هذه الصناعة منطلقا من موقعها المتميز عالميا كمركز لربط الكوابل البحرية بالعالم والذي من خلاله يمكن إقامة صناعات وخدمات عديدة ومتميزة، ولابد من دور واضح لقطاع الاتصالات في تأسيس المدن والطرق الجديدة والتطوير والخدمات الذكية وغيرها، فمصر تستحق أن يكون لديها كيان ينفذ تلك المشاريع على أعلي مستوي وينافس ايضا  الشركات العالمية، لذلك قررنا تأسيس فايبر مصر.

ما الهدف من تأسيس فايبر مصر؟

قررنا تأسيس شركة مصرية بمستوى عالمي وبدأ تركيزها الأساسي مع بداية عام 2017. ويعد الهدف الأكبر للشركة هو الانطلاق من مصر إلى أفريقيا والشرق الأوسط وتنفيذ مشروعات عملاقة ومنافسة الشركات العالمية الأخرى، فهناك مشروعات غير مسبوقة في مصر بأحجام كبيرة في مجال تطوير قطاع التعليم وقطاع النقل والبنية التحتية، وقمنا بتأسيس الشركة التي بلغ حجم الاستثمار فيها حتى الآن 100 مليون دولار سواء استثمارات مباشرة أو غير مباشرة ، كما تضم المجموعة حوالي 400 موظف في الوقت الحالي.

100 مليون دولار استثمارات فايبر مصر…. وأطلقنا شركة مصرية بمواصفات عالمية

إذا انتقلنا للحديث عن مشاركتكم في المعرض فماذا عنها ؟

هذه هي المشاركة الأولى للشركة فيCairo ICT  وفضلنا المشاركة بقصة نجاح حقيقية يمكن أن نرويها للجميع، كما ذكرت فإن هدفنا إطلاق شركة مصرية بمستوى عالمي تنافس عالميا  وإقليميا، فمصر تستحق أن يكون لديها شركة مصرية تنطلق في المنطقة لتنفيذ مشروعات عملاقة، حيث تعمل فايبر مصر في عدة مجالات منها مراكز البيانات ، النقل الذكي، التعليم الذكي، البنية التحتية.

وماهي رؤيتكم للشركة خلال السنوات الخمسة المقبلة ؟

نحن نقوم بتنفيذ مشروعات ستكون فخر لنا وللأجيال القادمة بإذن الله، كما أننا نعمل على التكامل مع الشركات المصرية المتميزة الموجودة والتعاون معها فحجم السوق كبير جدا ولدينا المعطيات التي تؤهلنا لذلك من موقع استراتيجي عبقري وذكي يؤهلنا لأن نكون من أهم الدول المؤثرة في هذه الصناعة في العالم.

هل المستقبل في بيزنس مراكز البيانات ؟ وهل هو سوق مربح؟

بالتأكيد مربح وهو قطاع كبير وواعد، نفكر في تدشين شركة متخصصة في مراكز البيانات بعد أن حصلنا على موافقة مجلس الإدارة، وهدفنا خلق شركة متخصصة لمراكز البيانات تجمع بين القطاع الخاص والتجاري والحكومي ومصر مؤهلة لاجتذاب اللاعبين الكبار في العالم في هذا المجال.

كما قامت فايبر مصر مؤخرا في صفقة هامة بالاستحواذ على شركة إكوينوكس العالمية بكل فروعها والتي تضم كفاءات بشرية متميزة، ونتوقع أن تتضاعف أعمال الشركة خلال السنوات القادمة بعد قيامنا بهذا الاستحواذ.

هل تعتقد أن مراكز البيانات تحتاج إلى قوانين وتشريعات حتى ينمو هذا البيزنس؟

توجد استجابة مشجعة وتفهم كامل من الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات فيما يتعلق بإجراءات الترخيص والرسوم الخاصة بالتوصيل للكابلات البحرية وأيضا لتطوير اللوائح والقوانين التي تتعلق بالأمن السيبراني وحقوق التأليف والنشر. وكثير من هذه التعديلات تم إضافتها لقانون الاتصالات الجديد ولكن مطلوب المزيد حتى نصل للمستوى العالمي ونستطيع تلبية كافة متطلبات الشركات العالمية لمراكز البيانات.

وماذا عن تفاصيل استحواذ Redcon على جزء من أسهم فايبر مصر ؟

أعلنا عن هذه الصفقة في Cairo ICT.  إن شركة Redcon للإنشاءات هي شركة عملاقة تقوم بتنفيذ مشروعات كبرى وقد استحوذت على حصة 6 في المئة من أسهم شركة فايبر مصر، حيث تقوم ريدكون بتنفيذ مشروعات ضخمة في العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة. مما سوف يسهل مهمتنا في انشاء شركة جديدة (Smart Infra ) متخصصة في الأعمال المدنية والكهربائية والميكانيكة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وهذه الشركة متوقع لها حجم أعمال ضخم في المدن الجديدة والطرق الجديدة. فنحن نعمل على تنمية عوائد المطور العقاري باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتخفيض التكاليف باستخدام التكنولوجيا، مع رفع مستوى الخدمة المقدمة لعملائه باستخدام التكنولوجيا. أما فكر المطورين العقاريين التقليدي  فهو مرتبط بالمساحات  والمكاسب وليس الأفراد ومن هنا نعمل على الالتقاء معهم في أرض مشتركة.

ماذا عن تعاونكم مع المصرية للاتصالات ؟

المصرية للاتصالات هي أول شركة تحالفنا معها وهي بلا منازع هرم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وقد قمنا بتوقيع اتفاقية مع المصرية للإتصالات لتطوير خدمات الاتصالات وخدمات القيمة المضافة في المجتمعات العمرانية المغلقة والمدن الذكية.

هل تعتقد أن مراكز البيانات مكملة لبيزنس التحول الرقمي؟

بالفعل فالاثنين وجهان لعملة واحدة فالتحول الرقمي يتطلب مراكز بيانات عملاقة تستطيع استيعاب ما يحدث من تطورات وستعمل على زيادة الطلب على مراكز البيانات وفايبر مصر تفكر للمستقبل.

كيف ترى البنية التحتية في مصر؟

البنية التحتية في مصر قد تكون مناسبة ومستوعبة للاحتياجات السابقة إلا أنه مع ازدياد الاحتياجات فإنها في حاجة إلى تطوير مستمر، ويجب أن تكون البنية التحتية حلا لا مشكلة، فمن غير المقبول في هذا العصر أن تكون البنية التحتية هي المشكلة وهناك اهتمام واضح ونحتاج للتحرك بسرعة ونأخذ ذلك على عاتقنا من خلال التحرك مع الحكومة ولايوجد تنمية سريعة بدون التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص.

وماذا عن مشروعكم مع وزارة التربية والتعليم ؟

مشروع وزارة التربية والتعليم لتطوير البنية التحتية للمدارس الثانوية الحكومية  يتمثل دورنا فيه كشركة منفذة للبنية التحتية التكنولوجية داخل المدارس لـ 2530 مدرسة ثانوية بالتعاون مع شركة eserve   ويشاركنا في التنفيذ شركة EMAK  وجاري تسليمه خلال شهر ديسمبر المقبل ان شاء الله وسنكشف عن كامل تفاصيله قريبا.

 

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى