مقابلات

الشريك الإداري في 500Startups : مصر تستحوذ على 30% من صفقاتنا الاستثمارية

حاوره من القاهرة: محمد لطفي

كانت وماتزال الشركات الناشئة هي الملاذ الآمن  للاستثمار خاصة إذا نجح القائمون عليها في إقتاع المستثمرين بضرورة الاستثمار ، كان هذا هو محور حوارICTBusiness  مع  شريف البدوي، الشريك الإداري في 500Startups في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي التقيناه ليحلل لنا الوضع الراهن في منطقة اشلرق الاوسط بعد تفشي فيروس كورونا في اغلب دول العالم وكيف تنجو الشركات من الاثر السلبي لهذا الفيروس اللعين ، السطور التالية ترصد محاور الحوار ومدى اهتمام الشركة بالسوق المصرية

 

بالنظر إلى الوضع الراهن الذي يفرضه كوفيد-19، ما هي توقعاتكم ونظرتكم الاستشرافية للوضع بصفتكم أحد المستثمرين؟

خلال الأسابيع القليلة الماضية، راقبت عن كثب، كأي شخص آخر، التطورات السريعة لجائحة كوفيد-19 العالمية. لقد أُعيد تشكيل ديناميكيات السوق مع التحول لاعتماد الأنشطة عن بعد. وبهدف الحد من الأعداد المتزايدة لحالات الإصابة بفيروس كورونا، أدى التركيز على التباعد الاجتماعي إلى محاولة الشركات والمدارس والحكومات التكيف مع العمل عن بعد. لقد تغير كل شيء، وأدى ذلك إلى انبثاق عهد جديد، حققت فيه الحلول المستندة إلى التكنولوجيا قفزة هائلة نحو الأمام محدثة ثورة حقيقية في جميع أنحاء العالم.

وفي 500 Falcons، نواصل الوفاء بإلتزاماتنا الحالية، ونتابع محفظة استثماراتنا مع الشركات. ونأمل أن يكون الوضع مشابهاً مع شركات رأس المال المخاطر الأخرى.

وبالنظر إلى المشهد الاستثماري، برأيي الشخصي، قد تتباطأ عمليات جمع التمويل الجديدة خلال الأشهر الستة المقبلة أو نحو ذلك. ستكون معايير القبول أعلى، مع التركيز على تأثير الوضع الحالي على القطاع المحدد. وقد يوصي بعض المستثمرين بزيادات أكبر للتغلب على الأزمة، وإذا لم يكن لدى الشركة أساس قوي للانطلاق، فقد يشعر المستثمرون بالتشاؤم بشأن قدرتهم على عبور الأزمة دون خسائر فادحة.

وكما هو الحال مع الأسواق العامة المنخفضة، فقد حان الوقت للشراء. وينطبق الشيء نفسه على الشركات الناشئة، حيث يرغب المستثمر بوضع المزيد من الأموال بينما يكون السعر منخفضاً، ويتنبأ بأنه أقل من قيمته الحقيقية وبأن الشركة أذا كانت تتمتع بأساس قوي، فستتمكن من الانتصار والخروج من الأزمة.

ويجب أن يكون المستثمر المُحنك قادراً على تحديد الشركات القوية التي سيكون بمقدورها تجاوز الوضع الحالي والتنبؤ بمستقبلها المتوقع. ويشمل ذلك الشركات التي تتمتع حالياً أو ستتمتع مستقبلاً بارتفاع في الطلب في السوق، والشركات التي لا تواجه مشاكل في الإمداد أو مزايا غير عادلة، وتلك التي ستتعافى بشكل جيد. ويجب أن يتوقع المؤسسون أن يبدأ المستثمرون في اعتماد المزيد من أنماط الحماية السلبية، وبالنسبة لجميع أولئك الذين لديهم ضوابط استثمار سيئة كانوا يعتقدون بأنها “لن تكون ذات أهمية إلا في سيناريوهات الهبوط”، فعليهم الاستعداد لكي تبدأ هذه الضوابط مفعولها.

أعتقد كذلك أنه، على عكس الرأي الشائع، قد يكون الوقت مناسباً لنشاطات المشترين الخاصة بعمليات الاندماج والاستحواذ، بسبب انخفاض الأسعار وحالة اليأس السائدة، وللبائعين لاستغلال الفرصة للخروج بسلام، أو الحفاظ على سير أعمالهم، أو تعزيز قوتهم. وإذا كانت الشركة الناشئة لا ترى أساساً قوياً يجعلها قادرة على الصمود لمدة 12 شهراً أو حتى يحين موعد جولة التمويل القادمة، فقد يكون من مصلحتها النظر في إمكانية الاندماج أو الاستحواذ.

لقد علمتنا فترات الركود العالمية السابقة أن الشركات الناشئة يتم إنشاؤها غالباً أثناء فترات التباطؤ في السوق. وأعتقد أن هذا سيكون هو الحال هنا. هناك العديد من الفرص حتى خلال هذه الأوقات الصعبة. وعلى كل شركة ناشئة تقييم السوق ومعرفة الكيفية التي يمكنها من خلالها التكيف والازدهار.

برأيك، ما هي النصيحة الأفضل التي يمكنك تقديمها إلى المؤسسين / الشركات الناشئة خلال هذه الأوقات المضطربة؟

أنصح المؤسسين في مثل هذه الأوقات المضطربة بإجراء تحليل موضعي شامل ومفصل لكيفية تأثير هذه المتغيرات على أعمالهم، وتعديل افتراضاتهم الخاصة بالنمو والأرباح. وقد أرسلت لنا بعض الشركات المنتمية إلى محفظة شركاتنا تحليلات مفصلة للغاية لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لأعمالها، وكانت مثيرة للإعجاب. وأفترض أن الشركات الأخرى لم تفكر حتى في ذلك.

خمس خطوات للنجاة:

  1. إجراء تخفيضات كبيرة على معدل الاستنفاد منذ البداية، وليس تدريجياً
  2. تركيز وقتكم ومواردكم على النشاطات التي تدر الإيرادات
  3. الإدارة على مستوى إيجابي للتدفق النقدي أو أعلى مع اقتصاديات وحدة صحية
  4. تحسين عمليات البيع لزيادة معدل التحويل وقيمة الطلب والهامش
  5. جمع الأموال الممكنة، بما يزيد عما تعتقد أنك تحتاجه، ليتوفر لديك النقد في البنك

النجاة للأسرع – سيحظى أولئك الذين يقومون بإجراء تخفيضات كبيرة وإعادة تعيين مركزهم المالي بسرعة بفرصة أكبر للنجاة مقارنة مع أولئك الذين يتبعون نهج الترقب.

وما هي أفضل نصيحة للمستثمرين خلال هذه الأوقات المضطربة؟

برأيي، إن أفضل نصيحة للمستثمرين الآخرين خلال هذه الأوقات المضطربة هي:

  1. إذا كنت قد التزمت بإنشاء شركة ناشئة، فواصل التزامك بذلك.
  2. الآن هو الوقت المناسب لمضاعفة عزيمتك والثقة بالأسباب التي جعلتك تبدأ الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

أ‌.    إذا كان ذلك لأنك أردت بناء اقتصاد مرن ومزدهر، فعليك الاستمرار في الاستثمار

ب‌.   إذا كنت تفكر على المدى البعيد، فيجب عليك الاستمرار في الاستثمار

ج‌.   إذا كنت تهتم بالأسعار، فهذا هو الوقت المناسب للاستثمار

د‌.    إذا كنت تتطلع إلى خلق/ الحفاظ على فرص العمل، فعليك بناء طبقة متوسطة صحية وتنويع الناتج المحلي الإجمالي، ومن ثم القيام بالاستثمار

  1. إذا كنت لا تعتقد أن المبلغ الذي لديك كافٍ لإنطلاق الشركة، فاتصل بمستثمرين آخرين
  2. قم بجولات استباقية للوصول إلى الشركات قبل أن يتحسن وضع السوق.

أتوقع تباطؤ في عمليات جمع التمويل الجديدة خلال الشهور الستة المقبلة

ماذا عن توقعاتك لمجموع الأموال المُقدرة التي سيتم ضخها في المنطقة العربية والسوق المصرية؟ وماذا عن حجم الاستثمارات التي تنوي شركتك توجيهها إلى هذه المنطقة؟

كان من الممكن أن يتجاوز استثمار رأس المال الاستثماري في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مليار دولار أمريكي في عام 2020، ورغم أن بداية العام لم تكن جيدة، فأنا متفائل بأن هذا الاستثمار سيتم بحلول نهاية عام 2021. وستستمر مصر في احتلال الصدارة في عدد الصفقات الاستثمارية.

أطلقنا في 2017 صندوق 500 Falcons وهو صندوق استثماري يركز على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقيمته 33 مليون دولار أمريكي. نحن متخصصون في الاستثمار في شركات التكنولوجيا وهي في مرحلة ما قبل الاستثمار التأسيسي (pre-seed) والمرحلة التأسيسية (seed) الموجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومنذ أول استثمار لها في المنطقة، التزمت 500 Startups بالاستثمار في أكثر من 200 شركة ناشئة في مختلف أنحاء المنطقة. تمثل مصر حوالي 30٪ من صفقاتنا الاستثمارية.

كيف ترى الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها شركتك لمكافحة هذا الفيروس؟

بالنسبة لموظفينا: تعد صحة وسلامة فريق عملنا ومجتمعنا ذات أهمية قصوى بالنسبة لنا. في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحول فريقنا في الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية للعمل بالكامل عن بُعد من المنزل.

أما فيما يتعلق ببرنامجنا: انتقلت الدفعة الثالثة من برنامجMisk 500 لتسريع الأعمال الذي يجري تنفيذه حالياً إلى التدريس عن بُعد بالكامل في الرياض.

منذ بداية مارس 2020، وضعنا قيوداً على السفر لجميع أعضاء فريقنا، ما لم يُطلب خلاف ذلك.

مؤسسو الشركات في مصر يتميزون بالحماس والشغف والاندفاع نحو النجاح

بصفتها شركة رأس مال استثماري في الشرق الأوسط، ما هي توجهات الشركة المتعلقة بالسوق المصرية؟

برأيي، تعد مصر واحدة من أسرع النظم البيئية نمواً للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. نحب جداً الاستثمار في الشركات المصرية الناشئة- مؤسسو الشركات يتميزون بالحماس والشغف والاندفاع نحو النجاح ويمتلكون مجموعة من المواهب المذهلة في التكنولوجيا. من خلال الجمع بين تلك المواهب والدافع وحجم السوق الكبير الموجود – تعد مصر واحدة من الأسواق الرئيسية التي نستثمر فيها.

وقد استثمرنا حتى الآن في 37 شركة مصرية ناشئة في إطار محفظتنا، وهذا يمثل حوالي 30٪ من إجمالي استثماراتنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يبلغ متوسط استثمارنا في العادة 100,000 دولار كاستثمار أولي ويمكن زيادة المبلغ في أفضل 20-30٪ من استثماراتنا إلى 500,000 دولار.

سنستمر في الاستثمار بنشاط في السوق المصرية وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تماماً كما كنا، وأعتقد أن السوق سوف يصبح أكبر وأفضل، وسنبدأ في رؤية مزيد من المخارج والحلول فيه. ورغم الوضع الحالي، تعد مصر واحدة من أسواقنا الرئيسية ومن المرجح أن تبقى كذلك في المستقبل المنظور.

5 خطوات للنجاة من تأثير كورونا السلبي

برأيك، ما هي العقبات التي تواجه الشركات الناشئة في مصر والمنطقة العربية؟

بعض التحديات التي يواجهها المؤسسون المصريون والآخرون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي توظيف المواهب المختصة بالنمو، وانخفاض القدرة الشرائية للمستخدمين، لكننا رأيناهم بشكل عام ينجحون في مواجهة كل الصعاب.

كيف ينبغي أن تدعم الحكومات النظام البيئي للشركات الناشئة ولا سيما في ظل هذه الأوقات الصعبة؟

أعتقد أن بعض الإجراءات الإبداعية التي يمكن أن تخفف الضغط على رواد الأعمال والشركات الصغيرة على حد سواء، هي:

– تسريع عمليات معينة؛

– تخفيض أو تأخير أو إلغاء الرسوم والضرائب والتعريفات؛

– تخفيف عقبات الإقراض وتمديد مدة القروض؛

– تقديم حوافز ومنح؛

– الاستمرار في بناء “صندوق الصناديق” الذي يمكن أن يستثمر في مشاريع رأس المال المخاطر.

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى