د.حازم شرباصي : إنشاء المنطقة التكنولوجية الحرة ستحول مصر لبوابة التكنولوجيا الحقيقية لإفريقيا
حاوره: إسلام العربي
لاتزال Silicon21 واحدة من قصص النجاح المصرية التي تحظي بسجل حافل من قوائم المشروعات سواء علي صعيد قطاع الأعمال أو على الصعيد الحكومي أيضا، التقينا الدكتور حازم شرباصي رئيس مجموعة سيليكون 21 عقب التكريم الدولي الذي حظيت به الشركة من شركة سيسكو العالمية ، “شرباصي” استعرض في حواره أبرز ملامح استراتيجية الشركة خلال الفترة القادمة ورؤية الشركة للوضع الاقتصادي الحالي والتحديات التي تواجه القطاع المحلي.
كيف ترى الوضع الاقتصادي في السوق المصرية في الوقت الحالي بعد تحرير سعر الصرف؟
بالنسبة للوضع الاقتصادي بعد تحرير سعر الصرف أعتقد بحلول العام الجديد 2023 سيكون الدولار استقر عند نقطة معينة وكل المستوردين بكافة السلع سيكونوا جاهزين بأسعارهم بشكل ملائم للوضع. كما أنه من المتوقع أن يستقر سعر الدولار لفترة طويلة بالإضافة إلى استقرار الأسعار على كافة المحاور وعلى كل الأسواق سيعود الوضع بشكل طبيعي وبالنسبة للتجار سوف يكون لديهم هامش ربح جيد وستتوافر في نفس الوقت البضاعة بشكل أكبر خاصة السلع التي واجهت ارتفاع في الأسعار ، فعندما يكون هناك استيراد جيد ستتوافر السلع والمنتجات بأسعار تنافسية وبالتالي سيحدث حالة من الرضا لدى المواطن، ومن المتوقع أن يحدث ذلك علي مدار الثلاثة أشهر القادمة مما يعني أنه على بداية العام الجديد سوف يعود السوق المصرية لوضعه الطبيعي.
إحدى توصيات مؤتمر مصر الاقتصادي كان إنشاء منطقة حرة للتكنولوجيا كيف يمكن تطبيق هذه التوصية حتى لا تتحول إلى حبر على ورق ؟
كنت سعيدًا جدًا بتوصيات المؤتمر الاقتصادي بإنشاء منطقة تكنولوجية حرة لدعم إفريقيا كلها وهذا مطلب شخصي كنت قد ناديت به على مدار السنوات الماضية وأصبح هناك أهتمام من القيادة السياسية ثم مجلس الوزراء وهو أفضل الحلول أن يكون هناك تبني للفكرة حتي لا يكون مجرد حبر على ورق، الأمر الذي يستلزم أن تقوم الحكومة بالاستثمار في جهة مؤهلة لهذا الجانب بهدف تكوين فريق من شباب الخريجين المؤهلين ليبدأوا في جذب الاستثمارات والشركات العالمية المتخصصة في التكنولوجيا بجانب دعم رئاسة الوزراء عن طريق تقديم التسهيلات اللازمة بحيث يكون هناك مناطق تجميع ومناطق تصنيع و مناطق تخزين تدعم إفريقيا. بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك اتفاق من خلال اتفاقية “الكوميسا” أن تكون هذه المنطقة البوابة التكنولوجية الخاصة بإفريقيا، وبالنسبة للدعم سيتمثل في تسهيل الإجراءات الخاصة بتشجيع الشركات العالمية لفتح مكاتب لها هنا وتبدأ بتصدير منتجاتها وخدماتها للأسواق الإفريقية كلها ، وأن تكون هذه التسهيلات تختلف من مرحلة إلى أخرى أي سيكون هناك تسهيلات أكبر للشركات الراغبة في التجميع هنا بالإضافة إلى تقديم تسهيلات أكثر للشركات الراغبة في التصنيع هنا وهو ما سيضع مصر في وضعها الطبيعي كبوابة التكنولوجيا لإفريقيا. أعتقد إذا اهتمت الدولة بهذا المشروع لمدة عامين أو ثلاثة ستكون نقلة نوعية للسوق المصرية خلال السنوات القادمة.
ماذا عن حجم أعمال الشركة وحصتها السوقية ؟
بالنسبة لحجم أعمال الشركة هذا العام استطعنا أن نحافظ على نفس معدلات العام الماضي فلم تحدث زيادة كبيرة عن حجم أعمال الشركة العام الماضي وكانت معدلات النمو تتراوح ما بين 10-15% عن العام الماضي وذلك نتيجة للأحداث الاقتصادية الراهنة، لكن كان لدينا في بداية العام مجموعة كبيرة من أوامر التشغيل التي استفدنا منها علي مدار العام بشكل كبير، واستطعنا أن ننساق للقرارات المتعلقة بالبنوك وكنا من أوائل الشركات التي تقدم الطلبات إلى تريدها البنوك ومن ثم تعاون معنا بنوك كثيرة في عمليات فتح الاعتمادات المستندية الأمر الذي ساعدنا كثيرًا خلال العام الحالي 2022 ونأمل أن نعوض هذا خلال عام 2023 بعد استقرار السوق وأن يصبح أكثر انتظامًا بعد تحرير سعر الصرف.
15% زيادة في نمو الشركة خلال عام 2022 ونستهدف زيادته خلال 2023
هل يمكن أن تحدثنا عن العلامات التجارية التي تمثلها مجموعة سيليكون 21 ؟
لدينا فريق من العمل لتطوير الأعمال يضم مجموعة من المهندسين الأكفاء يقوموا كل عام بالاطلاع على التوجهات التكنولوجية الجديدة العالمية ومتابعة الشركات التي لها الصدارة في هذا المجال، لدعم عملائنا بالتوجهات الحديثة علي سبيل المثال كان تركيزنا خلال العام الماضي علي تأمين المعلومات واستطعنا أن نعمل مع شركتين أو ثلاث خلال العام مثل فورس بوينت وغيرهم ونستهدف خلال مشاركتنا في المعرض وعلى مدار العام المقبل أن يكون لدينا مجموعة من الشركات التي تدعم هذا الجانب خلال الفترة القادمة بالإضافة إلى فريق العمل أيضًا يقوم بدراسة اتجاهات حديثة أخرى مثل خدمات الحوسبة وإنترنت الأشياء IOT لتقديم الدعم اللازم لشركائنا وعملاءنا أول بأول.
ماتزال القارة السمراء هي قارة الفرص أين مجموعة سيليكون من إفريقيا ؟
نعد من أوائل الشركات في مصر المهتمين جدًا بالسوق الإفريقية ولدينا محددات معينة لأننا نمثل مجموعة شركات عالمية مما يتطلب أن يكون هناك تماشيًا مع توجهات ورؤية هذه الشركات لفتح أسواق جديدة لها في إفريقيا ، ونعمل حاليًا مع بعض الشركات المتخصصة في تأمين المعلومات لدعم الدول الإفريقية حتي جنوب إفريقيا. وبدأنا بالفعل خلال العام الجاري العمل مع السودان بشكل جيد ودخلنا السوق الليبية وغيرها، فلدينا رؤية واضحة للتوجه نحو السوق الإفريقية لأن إفريقيا هي الأمل وتعد سوق ناشئة لاتزال تحتاج إلى العديد من الاستثمار، ومما لاشك فيه أن الكوادر البشرية المصرية والتكنولوجيا المصرية تستطيع أن تسد بؤرة أفريقيا بشكل جيد.
سوق التجارة الإلكترونية تنامى بشكل كبير بفضل “كورونا”
ماهي أبرز القطاعات المستهدفة على أجندة سيليكون 21؟
القطاعات المستهدفة لدينا هي قطاعات الضيافة والصحة وقطاعات التعليم والقطاعات الحكومة التي تحرك السوق المحلية بشكل كبيربالإضافة إلى أننا ننظر إلى الشركات العالمية التي تبدأ أعمالها في مصر علاوة على قطاع المدن الذكية مهم جدًا بالنسبة لنا ونعمل عليها بقرب شديد مع كل شركائنا بمختلف توجهات هذا القطاع خاصة وأن المدن الذكية أصبحت ضمن توجهات الدولة وأيضًا القطاع الخاص فأعتقد أن قطاع البناء والتشييد سيكون له الصدارة خلال الفترة القادمة من حيث جذب الأعمال التكنولوجية.
الحكومة ما تزال فرس الرهان الرابح في المشروعات القائمة- ماذا تمثل الحكومة من عائدات بالنسبة لمشروعات الشركة ؟
بالفعل لاتزال المشروعات الحكومية في الصدارة وسوف تظل في الصدارة وفرس الرهان الرابح دائمًا وكما أشرت سابقًا أن القطاع الحكومي يسير أسرع من القطاع الخاص علي الرغم من الازمة الاقتصادية الراهنة ولكن هناك نوع من أنواع ترتيب الأوراق بالنسبة للحكومة فيما يتعلق بسعر الصرف وعملية الاستيراد وأعتقد أن بداية من العام القادم سيكون هناك استقرارًا بشكل كبير، كما أن الفكر الحكومي حاليًا أصبحت فيه التكنولوجيا هي القاسم المشترك في كافة مشروعاته ، وهذا شيء مهم جدًا خلال الفترة القادمة.
منذ انتشار فيروس كورونا اتجهت الشركة إلى الاهتمام بالبيع عبر منصات التجارة الإلكترونية – هل يمكن أن تحدثنا عن هذه التجربة بالأرقام؟
كان لدينا في الشركة رؤية خلال الخمس سنوات الماضية أن نكون متواجدين بكل المنتجات المخصصة لهذا الجانب في قطاع التجارة الإلكترونية، وفي الحقيقة قبل أزمة انتشار فيروس كورونا كان السوق يتنامى بشكل بطيء جدًا، لكن من بعد كورونا إلى الآن ارتفعت بشكل كبير معدلات نمو قطاع التجارة الإلكترونية وذلك بسبب أن الأفراد أصبح لديهم الوعي الكافي والجرأة للشراء أون لاين واستلام المنتجات خلال ساعات، ومن المتوقع أن يتنامى هذا القطاع بشكل متزايد خلال الفترة القادمة خاصة وأن العالم كله يتحول الأن إلى Online Shopping لكل المنتجات ولدينا في سيليكون 21 فريق عمل مؤهل بشكل كبير لتسهيل عمليات التجارة الإليكترونية مع توافر جميع الأدوات اللازمة لذلك.
السوق سيعود لوضعه الطبيعي خلال الشهور القليلة المقبلة وستتوافر المنتجات بأسعار تنافسية
بعد كل هذه الإصلاحات من وجهة نظرك ماهي أبرز التحديات التي ما تزال تواجه صناعة التكنولوجيا في مصر ؟
لاشك أن الإجراءات في إنهاء الأوراق تعد من أصعب التحديات ونتمنى أن يتم تيسيرها أمام المستثمرين ، وأعتقد أن وزارة الاتصالات هدفها استقدام شركات تكنولوجية عالمية يكون لها تواجد داخل السوق المصري مثل تواجدها في دبي على سبيل المثال، ومع تبسيط تلك الإجراءات ومرونة في الحركة أكثر، سيكون له مردود إيجابي على نمو الصناعات المختلفة في مصر وخاصة صناعة تكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى خلق العديد من فرص العمل الجديدة للكوادر المصرية خاصة من شباب الخريجين الذين لديهم أفكار مبتكرة ليست تقليدية وهذا سيكون هو الاستثمار في مصر خلال الفترة القادمة ويكون هدفنا استقدام شركات عالمية تضخ استثمارات جديدة في مصر.