مقالات

محمد لطفي يكتب : أحمد عواد …سلامًا على روحك الطاهرة

غيابه لم يكن مصادفة لي ورب الكعبة حينما أبلغني صديق أن عواد “أحمد عواد” – كما كنت اناديه- تم حجزه في إحدى المستشفيات بسبب الملعون ” كورونا” ، اتذكر صوته في كل وقت وحين ، من يصدق أن اليوم مر عام كامل 365 يوم على رحيله ،  لم اره أو أسمع صوته ونصائحه التي جاءت بعضها يربت على كتفي ناصحا والبعض الآخر موجهًا او ملومًا فبحكم السن والعشرة كان أخ وسند حقيقي ، كما يقول المثل “رب أخٍ لك لم تلده أمك”.

أتذكر الساعات الأخيرة له حينما اختارني باعتباري شريك كفاح وكاتم اسراره ليطلب مني طلبا شخصيا ووعدته ببذل قصارى جهدي ونفذت فهو يعرفني أو كان يعرفني جسورا ومغوارا في اي طلب يطلب مني خاصة له، فحينما جاء صوته قبل وفاته بيومين او ثلاثه اغرورقت عيناي بالدموع  سألتني زوجتي – وهي العالمة ببواطن الامور وتعرف ماذا يمثل “عواد” عندي-  مابك ..فقصصت لها أقل القليل مما شعرت به ولسان حالنا ربنا سترك.
وكان اليوم المشئوم من وجهة نظري الأول من سبتمبر  عام 2021 وهو نفس شهر ميلاده ، كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة و اثنتا وعشرون دقيقة صباحا كنت على موعد لإجراء تطعيمات لصغيري “مراد” استغربت المتصل فعادته ألا يستيقظ إلا ظهرا ، وجاء صوته ليرد على صوتي
خير يا عطار ” الزميل الصحفي أحمد العطار”
ليرد : البقاء لله يا لطفي…وأنا لا اصدق مين مات يا عطار ….عواد مات وأغلق هاتفه واغلقت هاتفي ،ودارت بي الدنيا وأنا أحمل صغيري بين كلتا يداي اتجهت إلى مقعد سيارتي غير مصدق لما يحدث ، لا مش معقول بالسرعة دي يا عواد  واجهشت في البكاء الذي قد يسمعه سكان القبور .
طلبت من زوجتي بارك الله فيها أن تأتي للسيارة  بعد أن  صدمتها بالنبأ المفجع.
كما كنت في حياته همزة الوصل  كنت همزة الوصل في مماته ، ربما لم يصمت هاتفي طيله اليوم والأيام التالية حتى أنني طلبت من صديقي الصحفي رضا عامر أن يرافقني في سيارتي لأني لن أقوى على القيادة في هذه الحالة ،  كنت أول الوصول من خارج عائلته الصغيرة التي كان ينحب كبيرها قبل صغيرها كالنساء على فراق الأخ والعم والخال والأب وكنت أول من ودعه قبل الغُسل وأول المُصلين والمُشيعين .
مظاهرة حب حقيقية من الزملاء الصحفيين الذين توافدوا تباعا على المستشفى والصلاة عليه حتى أن وارينا جسده بالتراب .
رحمة الله عليك يا صديقي كنت نعم الأخ والمرشد والسند ، كثيرا ما تألمت لفراقك وحدثت أصدقاء مشتركون بيننا أننا كنا نتحدث يوميا ربما أكثر من 10 مرات واني افتقدك بشده ورب السماء.
أطمئن يا عزيزي فاولادك وفلذة أكبادك هم أولادي اطمئن عليهم بين الفينة والأخرى إلا أن شيئا لن يعوضنا أو يعوضهم عنك مهما طال الزمن أو قصر ، لن نقول وداعا ولكن نقول إلى لقاء قريب بإذن الله
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى