مقالات

محمد لطفي يكتب: سويفل… وتحيا دبي

تحيا دبي ، اقولها هذه المرة وقلبي يعتصر حزنًا وكمدًا على بيروقراطية بلادي التي نجحت بجدارة في لفظ الناجحين من أبناء وطني مصر.

اليوم أعلن في العالم كله وتناقلته وكالات الأنباء العالمية النجاح الذي حققته سويفل المصرية التي تأسست على يد شباب مصري وعمل بها عقول وكوادر وطنية للدرجة التي وصلت بها اليوم لبر الأمان وأن تصل قيمتها السوقية 1.5 مليار دولار ليس هذا فحسب بل تفكر شركة عالمية في الاستحواذ عليها وفي الطريق للتسجيل في بورصة ناسداك العالمية التي تضم كبريات الشركات التقنية ، اقول مبروك لمصر وأبنائها وكنت اتمنى أن ينسب هذا النجاح لمصر وأبنائها وتتناقل الوكالات العالمية والصحف الأجنبية أن سويفل المصرية وصلت إلى العالمية ، خروج مصطفى قنديل مؤسس سويفل ورفاقه من مصر لم يأت بمحض إرادتهم بل جاء بعد أن فاض بهم الكيل في مجاراة الأحداث والخروج من جبروت البيىوقراطية وزخم الضرائب والجبايات التي تفرص على الشركات خاصة الناشئة الناشئة في ظل الدعم منفطع النظير الذي بوليه الرئيس السيسي للشباب ومشروعاتهم.

كنت اتمنى أن يظل المقر الرئيس لشركة سويفل في مصر، إلا أن القدر شاء للشركة النجاح في إحدى المدن العربية وهي إمارة دبي التي باتت تتنفس التكنولوجيا وتصبح المقر الرئيسي والدائم ليس فقط للشركات المصرية بل العالمية ايضا .

لا الوم قنديل ورفاقه ولا فخامة الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي الذي اتاح الفرصة للجميع وفتح ذراعية للشباب ، فماذا قدمت دبي لمجتمع التكنولوجيا العربي من مبادرات وقوانين مشجعة خاصة وأن الجميع بات يعلمها .

و سأظل اتساءل أين مصر من أبنائها يا حكومة ؟ لماذا لم تذلل العقبات أمام الشباب للخروج من عنق الزجاجة الوصول إلى العالمية خاصة إذا علمنا أن قنديل ورفاقة لم يكملا عامهم الثاني في دبي ليسطروا نجاح يحسب لهم أولا ولوطنهم الأم ، مصر.

أين المسئولين عن بيئة الاستثمارات في مصر ومن القوانين المثبطة للاستثمار ؟ لماذا توضع العراقيل أمام الشباب في بداية حياتهم تدفعهم لان يكونوا ناقمين على وطنهم ؟ أسئلة كثيرة تستحق الإجابة أو الصمت .

هل تتذكرون جميعا بدايات سويفل حينما ضخت فيها شركة “كريم” عدة ألاف من الدولارت وفي المقابل خرجت من سويفل بعد أن دفعت لها الشركة المصرية  3 ملايين دولار بسبب وطنية القائمين على سويفل الذين رفضوا دخول عناصر أجنبية في شركتهم كانت وراء نجاحهم ، حينما تكتب شركة الفيس بوك في تصريح رسمي لها نصا أن “سويفل” أعادت اختراع وسائل النقل العام باستخدام التكنولوجيا في ابريل عام 2019 الم تكن هذه إشارة لمستقبل هذه الشركة الواعدة.

اتذكر حينما تقابلت وجها لوجه في 16 سبتمبر عام 2019 في أحد فنادق القاهرة وسألت قنديل ورفاقه عن مستقبل الشركة والذي أكد لي نصا وهذا ما نشرته أن الشركة لديها هدف أو حلم – على حد وصفه- هو طرح أسهم الشركة في إحدى البورصات سواء المحلية أو العالمية ، واليوم حقق قنديل حلمه .

 

هل سنقف مكتوفي الأيدي هذه المرة – اتمنى أن نتحرك سريعا قبل فوات الآوان

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى