الحياة فرصة كما عرفناها وتعلمنا منها ، حينما تأتي للإنسان فرصة يكون أمام خيارين إما اقتناصها أو البكاء على البلن المسكوب ، وكما قال الشاعر فاز باللذات كل مغامر …ويموت بالحسرة كل من يخشى العواقب.
بهذا الاسلوب خاضت الشركة المصرية للاتصالات كعادتها التجربة لتسدد ضربة البداية في مباراة التنافس بيها وبين مشغليين دوليين هم فودافون ، اورنج ، اتصالات الاماراتية للحصول على رخصة تشغيل الجيل الخامس رغم اعتراض الكثير من الخبراء ان الوقت والزمان ليسا مواتيين لهذه الخطوة الجريئة ، فبين عشية وضحاها ودون سابق انذار منحت الموافقة للمصرية للاتصالات لتصبح أول مشغل لخدمات الجيل الخامس في السوق المصرية لمدة 15 عام مقابل 150 مليون دولار – كما ذكر بيان مجلس الوزراء المصري- واذا عدنا للوراء سبع سنوات فقط سنجد أن الدولة المصرية قد دفعت بالشركة المصرية للاتصالات لتصبح أول الحاصلين على رخصة تشغيل الجيل الرابع بعد أن امتنعت شركات المحمول عن التقدم في سابقة ربما تكون الاولى من نوعها على عكس ما تم في عام 2007 بعد مزايدة رخص الجيل الثالث التي حصدتها شركة اتصالات الامارات .
في مايو 2016 وافق مجلس الوزراء على طرح رخص الجيل الرابع، أمام شركات المحمول الأربع، وقال وزير الاتصالات آنذاك المهندس ياسر القاضي إن مصر ضمن 4 دول أفريقية فقط فى القارة لم تطرح خدمات الجيل الرابع – وفقا للقاضي- ، وفي 31 اغسطس من نفس العام وقعت المصرية للاتصالات رخصة الجيل الرابع للمحمول بقيمة 2.8 مليار دولار تسدد 50% منهم بالدولار الأمريكى.
وفي 22 سبتمبر 2016 اعلن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات انتهاء مهلة رخص الجيل الرابع، وشركات المحمول أعلنت رفضها التقدم بسبب قلة الترددات واشتراط تحصيل 50% بالدولار ، وفي 13 اكتوبر وقعت أورانج رخص الجيل الرابع، بقيمة 495 مليون دولار نصفها بـ”الجنيه المصرى”، وتحصل على ترددات 10ميجاهرتز من 25 ميجاهرتز ويتبقى 15 ميجاهرتز للشركتين الأخريين.
وفي 15 اكتوبر خاطبت شركة اتصالات الجهاز للحصول على الرخص ووقعت عليها بقيمة 546.7 مليون دولار نصفها بالجنيه المصرى، وتحصل على ترددات 10 ميجاهرتز، وتلتها شركة فوافون التي جصلت على ترددات 5 ميجا هرتز مقابل 346 مليون دولار نصفها بالجنيه المصرى.
يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه مسئول بارز بوزارة الاتصالات في مكالمة هاتفية مع ICTBusiness السوق مازال يعاني من جودة الخدمات المقدمة عبر 4G وطرح الجيل الخامس سيكون بآليات مختلفة ، مؤكدا ايضا في نفس التصريحات أن طرح أي تكنولوجيا جديدة عبارة عن مثلث له ثلاثة اضلاع ان تكون الدولة مستفيدة، المستثمر الذي يقوم بضخ استثمارات مستفيد، وأخيرا العميل يجب ان يشعر بتحسن في الخدمة المقدمة له ويحصل على خدمة أفضل.
يذكر أن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد شهد اليوم الاربعاء مراسم التوقيع على منح رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس للتليفون المحمول بين الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والشركة المصرية للاتصالات، وذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.