وقعت مؤخرا شركة اريكسون العالمية اتفاقية تعاون مع منظمة الامم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” ICTBusiness التقت سومانة سركر، رئيسة قسم الاستدامة والمسؤولية المؤسسية في إريكسون الشرق الأوسط وإفريقيا وحاورتها حول أهداف هذا الاتفاق وملامحه وماهي الفائدة من ورائه لمصر والشرق الأوسط.
أبرمت شركة إريكسون مؤخرا اتفاقية شراكة مع اليونيسيف، هل يمكن ان تحدثينا عن ملامحها؟
تهدف شركة إريكسون منذ بداية عملها على توفير خدمات الاتصال والحلول عبر قطاعات الشبكات والخدمات الرقمية والأعمال الناشئة لجعل عمليات العملاء أكثر كفاءة، وتعزيز تحولهم الرقمي، وقد وقعت شركة إريكسون اتفاقية شراكة عالمية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة” اليونيسف” لتوفير خرائط اتصال الإنترنت للمدارس والمؤسسات التعليمية في 35 دولة بحلول نهاية عام 2023، حيث يعد وضع الخارطة لمشهد الاتصال بالإنترنت في المدارس ومجتمعاتها أمر بالغ الأهمية، نظراً لدوره الحيوي كمصدر أساسي لتزويد الأطفال بالوسائل والإمكانات اللازمة لاستثمار الفرص التي توفرها لهم مزايا التعلم الرقمي.
وتأتي هذه الشراكة في إطار مبادرة جيجاGiga ، التي تم إطلاقها العام الماضي من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات ” ITU” بالتعاون مع (اليونيسف)، ويتمثل هدفها الأساسي في ربط جميع المدارس على هذه الأرض بالإنترنت .
وما هو دور إريكسون في المبادرة؟
تعد إريكسون أول شريك من القطاع الخاص ينضم إلى هذه المبادرة، كشريك عالمي لليونيسف، لرسم خرائط اتصال المدارس، وقد خصصت إريكسون الموارد اللازمة للعمل على توظيف هندسة وعلوم البيانات لتسريع رسم خرائط اتصال المدارس بالإنترنت، كما ستعمل إريكسون بشكل أساسي على جمع بيانات اتصال المدرسة في الوقت الفعلي والتحقق منها وتحليلها ومراقبتها وعرضها بشكل مرئي، وستعمل تلك البيانات على تمكين الحكومات والقطاع الخاص من تصميم ونشر الحلول الرقمية التي تساعد وتمكن الأطفال والشباب من التعلم بطرق أسهل وأسرع. وستشارك شركة إريكسون قاعدة عملائها الواسعة في مبادرة جيجا لتعزيز هذه المهمة.
هل كانت جائحة كوفيد-19 سبباً في تلك المبادرة لتوفير الاتصال بالإنترنت والبنية التحتية الرقمية؟
أدت جائحة COVID-19 إلى تفاقم المشكلات المتعلقة بتعلم الطلاب وانتشارها بصورة كبيرة كما أدى الافتقار إلى الإنترنت إلى حرمان بعض الأطفال الأكثر احتياجا في العالم من القدرة على التعلم عن بُعد، وكذلك دفع إغلاق المدارس، إلى جانب محدودية فرص التعلم عن بعد أو انعدامها في مناطق واسعة، إلى تغيير طريقة وأسلوب تعليم الأطفال في جميع أنحاء العالم. فقد أغلقت غالبية البلدان المدارس مؤقتًا، مما أثر على أكثر من 91% من الطلاب في جميع أنحاء العالم أي ما يقدر بحوالي 1.6 مليار طفل وشاب خسروا فرصهم في التعليم بسبب الجائحة وما أظهرته من احتياج قوي لتوفير الاتصالات والبنية التحتية اللازمة.
هل هناك أرقام محددة عن عدد غير المتصلين بالإنترنت حول العالم؟
وفقاً لبيانات الاتحاد الدولي للاتصالات، يوجد في العالم حوالي 360 مليون من الشباب غير متصلين بخدمة الإنترنت، وعدم الاتصال بالإنترنت في الوقت الحاضر يمثل الاستبعاد التام، لعدم القدرة على الوصول إلى ثروة المعلومات المتوفرة على الإنترنت، والحد من موارد التعلم والنمو ومحدودية الفرص المتاحة لأكثر الأطفال والشباب فقراً وبالتالي حرمانهم من تحقيق أحلامهم والحصول على فرصتهم، ومن المؤكد أن يؤدي تحسين خدمات الاتصال إلى تعزيز قدرة الشباب للوصول إلى المعلومات والفرص والاختيار فيما بينها، وتمكين الأجيال الناشئة من المشاركة في بناء مستقبلهم، لضمان مستوى حياة أفضل للجميع.
ما هو “برنامج الإنجازات العالمية”؟ وما علاقة تلك الشراكة به؟
برنامج الإنجازات العالمية تم إطلاقه عبر مبادرة “جيل بلا حدود” التي تمثل شراكة عالمية متعددة القطاعات بهدف تلبية الحاجة الملحة لتوسيع فرص التعليم والتدريب والتوظيف للشباب ، الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 عامًا ، على نطاق غير مسبوق وتزويد الشباب بالمهارات الرقمية التي ستمكنهم من المشاركة بطريقة هادفة ومتكاملة وفعالة في تطوير الاقتصاد الرقمي ووضعه موضع التنفيذ، حيث يعد “الاتصال الرقمي” أحد “الإنجازات العالمية” التي يتطلع مشروع جيجا إلى معالجتها.
وتعد الشراكة بين اليونيسف وإريكسون الخطوة الحيوية الأولى في رسم خرائط الاتصال بهدف الوصول إلى سد الفجوة الرقمية من خلال توفير الوصول إلى الإنترنت للجيل القادم، حتى يتمكنوا من الاستفادة من المعلومات وفرص الاختيار المتاحة من خلاله، وبالإضافة إلى ذلك تدعم الشراكة جدول أعمال اليونيسف الخاص للاستجابة لوباء كوفيد-19، حيث دعت المنظمة جميع المؤسسات والمنظمات والمجتمعات، لاتخاذ إجراءات عالمية لضمان استمرارية تعلم الأطفال، وبالتالي إعطاء الأولوية لتوفير خدمات الاتصال بالإنترنت في المناطق الريفية والنائية.
