- نعمل مع شركائنا من القطاعين العام والخاص على إطلاق مبادرات لبناء القدرات الرقمية للمبتكرين من الشباب المصري
- متفائلون بالتأثير الإيجابي الذي سيقدّمه الذكاء الاصطناعي وعلى يقين بالتحديات التي ستنتج عن استخدامه
- نطلق فرع لمختبرنا العالمي للذكاء الاصطناعي من أجل الخير بمصر
- مايكروسوفت تسعى لتصبح الشريك الأول والموثوق بمجال الأمن السيبراني
دائمًا ما تتحدث بلغة الأرقام باعتبارها اللغة الحقيقية والصادقة في علم الاقتصاد ، منذ قدومها إلى مصر وتولي منصب المدير العام للشركة في مصر ، زادت أنشطة الشركة ولمع نجمها في مشروعات التحول الرقمي لتصبح شريكًا استراتيجيًا للحكومة في هذه المشروعات ، التقينا ميرنا عارف المدير العام لشركة مايكروسوفت وحاورناها في الكثير من الأمور التي تدور في أذهاننا حول مستقبل مصر في عصر الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن تطويع التكنولوجيا للاستفادة منها فكانت هذه الإجابات.
تحرص شركة مايكروسوفت مصر سنويًا على المشاركة في فعاليات معرض كايرو أي سي تي – هل يمكن أن تحدثينا عن طبيعة المشاركة هذا العام؟
نسعد بتواجدنا في هذا الحدث الهام، وتعكس مشاركتنا في المعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وإفريقيا “كايرو أي سي تي 2023” التزامنا الراسخ تجاه التحول الرقمي في مصر ، وتمكين كافة المؤسسات عبر مختلف القطاعات بأحدث وأبرز تقنيات مايكروسوفت المبتكرة ، وكما تعلم، يشهد العالم ثورة تكنولوجية جديدة ينقل فيها الذكاء الاصطناعي عالمنا إلى حقبة لم يسبق لها مثيل، خاصة مع التطور السريع في نماذج Generative AI و ChatGPTوالتي تذهل عقولنا بقدراتها وتمكّن المزيد من الفرص لمختلف القطاعات والصناعات لحل التحديات وابتكار طرق جديدة لتحسين سير أعمالها .
خاصة وأن الذكاء الاصطناعي ليس بجديد على مايكروسوفت، فنحن بدأنا منذ عقود بالاستثمار في أبحاث الذكاء الاصطناعي، وعززنا حلولنا ومنتجاتنا بقدراته من Teams وOutlook، إلى Bing وXbox. ونعمل على توفير تجارب المساعد الافتراضي copilot لكل فرد مهما كانت وظيفته، فبالإضافة إلى Microsoft365 Copilot و GitHub Copilot وBing Copilot و Edge Copilot، أعلنا بداية هذا الشهر عن التوفر العام لتجربة المساعد الافتراضي “”Microsoft Copilot لجميع العملاء من المؤسسات ليتمكنوا من تسخيرها لإعادة ابتكار أعمالهم وقطاعاتهم ، وفي عام 2019، بالشراكة مع OpenAI وأطلقنا خدمة Azure OpenAI Service لتمكين المؤسسات بقدرات الذكاء الاصطناعي لابتكار حلول خاصة بأعمالهم.
في الواقع، تستخدم أكثر من 85٪ من شركات Fortune 100 اليوم خدمات Azure OpenAI كأداة للتحوّل والابتكار ، ونحن نسعى إلى توفير كافة هذه الابتكارات للمؤسسات المصرية من مختلف الأحجام وفي كافة القطاعات لتسريع تحول البلاد إلى اقتصاد رقمي مستدام ، ومن خلال مشاركتنا هذا العام كشريك للذكاء الاصطناعي، سنسلّط الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي كقوة ديناميكية تحسّن قدراتنا وتحوّل حياتنا وطريقة عملنا ، كما سنشارك خبراتنا وتجاربنا حول كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك كيف يمكن للمؤسسات الاستفادة الكاملة من هذه التقنيات لبناء عالم أكثر استدامة وأمانًا.
بذلت مايكروسوفت جهودًا لدعم أهداف مصر في مجال التحول الرقمي وتبني الذكاء الاصطناعي، أين وصلت جهودكم؟
تسعى الدولة المصرية إلى تحقيق نمو اقتصادي قائم على المعرفة، وهي من بين أهم الدول من حيث الإمكانيات المحتملة التي سيحققها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمبادرات والاستثمارات المرتبطة بهذه التقنية، وتركز الدولة بشكل كبير على تسخير الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من المجالات الحيوية، مثل الرعاية الصحية، والخدمات الحكومية، والزراعة وغيرها. وتشير دراسة (PwC) بأن استخدام الذكاء الاصطناعي سيضيف على اقتصادات الشرق الأوسط ما يفوق 320 مليار دولار بحلول عام 2030، وفي مصر من المتوقع أن يساهم ذلك بحوالي 42.7 مليار دولار أو ما يعادل 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
ونلتزم في مايكروسوفت بتوفير أحدث ابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي في السوق المصرية لتسريع الاقتصاد الرقمي بما يتماشى مع “الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي” و “مصر الرقمية” و “رؤية مصر 2030” ، وبالفعل بدأت المؤسسات المصرية عبر كافة القطاعات بالاعتماد على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لابتكار تطبيقات ذكية لمواجهة التحديات وتعزيز عجلة التنمية، على سبيل المثال: يستخدم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تطبيقات علوم البيانات لدعم متخذ القرار بالبيانات والتحليلات واستشراف المستقبل لتحسين عملية صنع القرار ، كما يكرّس المتحف المصري الكبير الذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة تفاعلية افتراضية، مما يسهم في جذب المزيد من السياح والباحثين إلى هذا الصرح الثقافي ، تستخدم روش مصر الذكاء الاصطناعي للتوصّل إلى أفضل خدمة للمرضى، ليس عن طريق الحلول العلاجية فقط؛ بل المساعدة في التشخيص المبكر للأمراض ، كما تستفيد المجموعة المالية هيرميس من قدرات الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء والموظفين وتحقيق كفاءة عملياتها وخفض التكلفة، وتحسين مستويات الأمن السيبراني.
كيف تساهم مايكروسوفت في تعزيز ريادة الأعمال والابتكار في مصر وتطوير الكفاءات التكنولوجية؟
يتمتّع رواد الأعمال والشركات الناشئة بقدرة كبيرة على استخدام قدرات التكنولوجيا الحديثة لابتكار حلول فريدة من نوعها لمشكلات تواجه عالمنا، ولذلك تعمل مايكروسوفت على توفير أحدث الابتكارات والحلول التكنولوجية لهذا القطاع وبناء القدرات الرقمية للمطورين والعاملين فيه وتسهيل عملية إطلاق مشاريعهم والدخول إلى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية ، وقد قامت الشركة بتعزيز تطبيق GitHub للبرمجة بقدرات الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق تجربة المساعد الافتراضي GitHub Copilot لتسريع عمل رواد الأعمال والشركات الناشئة وتمكينهم من التركيز على التميّز في الابتكار.
وقد أظهرت التجارب أن المطورين تمكنوا من توفير حوالي 55% من الوقت والجهد وتقليص الأخطاء الترميزية بنسبة تصل إلى 40% وتعزيز الصحة الذهنية للمطورين بنسبة تصل إلى 80% ، ونحن في مايكروسوفت مصر نعمل مع شركائنا من القطاعين العام والخاص على إطلاق مبادرات لبناء القدرات الرقمية للمبتكرين من الشباب المصري لضمان استفادتهم الكاملة من تقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، ومن هذه المبادرات:
- بالتعاون مع وزارةالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة الشباب والرياضة وضمن مبادرتنا الوطنية طوّر وغيّر، توفير برنامج مايكروسوفت لبناء مهارات الذكاء الاصطناعي، وهو أحدث برنامج تدريب عالمي في مجال مهارات الذكاء الاصطناعي أطلقته مايكروسوفت مؤخرًا، ،
- كما نتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة لاحتضان هذه الشركات وتمكينها من الدخول في برنامج مايكروسوفت لمؤسسي الشركات الناشئة” لتزويدها بالتكنولوجيا والموارد والخبرات اللازمة لإنشاء حلول جديدة وتوسيع نطاق أعمالها في السحابة والوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. ومن بين هذه الشراكات:
- عقدنا شراكة مع ايتيدا لاحتضان الشركات الناشئة ودعم وتدريب رواد الأعمال
- أطلقنا، بالشراكة مع بنك مصر، أول برنامج ابتكار تشاركي في السوق المصري ليكون بمثابة دفعة كبيرة لنمو الشركات الناشئة وخاصة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية
للذكاء الاصطناعي توظيفات واستخدامات لا حصر لها… كيف تساهم مايكروسوفت في اكتساب الثقة في استخدامها؟
نحن متفائلون بشأن التأثير الإيجابي الذي سيقدّمه الذكاء الاصطناعي وعلى يقين بالتحديات التي ستنتج عن استخدامه. ولذلك فإن الثقة بالنسبة لنا تشمل المساهمة في النمو الاقتصادي، وخلق مستقبل مستدام، وتعزيز السياسات والممارسات المتعلقة بالأمن والخصوصية والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
وفي مصر، نتعاون مع شركائنا من القطاعين العام والخاص لتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي من خلال الركائز التالية: الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي: نحن في مايكروسوفت نلتزم بدورنا، كشركة تكنولوجيا عالمية تطوّر ابتكارات حديثة بقدرات هائلة، أن نتأكد من استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول لتحقيق الأثر الإيجابي في المجتمعات وأن نكسب ثقة المجتمع ليتمكنوا من استخدامها ، ولذلك قمنا بتصميم سياسات ولوائح مايكروسوفت في مجال الذكاء الاصطناعي، وتتلخص مبادئنا للذكاء الاصطناعي في: الإنصاف والعدل، الموثوقية والسلامة، الخصوصية والأمن، الشمولية، الشفافية، المساءلة.
ونعمل باستمرار مع الجهات المختصة للارتقاء بخدماتنا إلى مستوى المتطلبات الأمنية للدولة، وبتزويد عملائنا في القطاعين العام والخاص بالضمانات التي يحتاجونها للوثوق بابتكاراتنا وخدماتنا لتحقيق المزيد من أهدافهم وطموحاتهم ، كما نتشارك ما توصلنا إليه من الخبرات والابتكارات وأفضل الممارسات العالمية مع صناع القرار والجهات المختصة والباحثين لدعم مسيرة وضع معايير ونص سياسات ولوائح وطنية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء البلاد بما يتناسب مع خصوصيات المجتمع المصري وطموحاته ونشيد في هذا الصدد بقيام الحكومة المصرية مؤخرًا بإعلان الميثاق المصري للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
ومن خلال مبادرة الذكاء الاصطناعي من أجل الخير، نعمل أيضًا على توظيف تقنيات مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي من أجل مواجهة التحديات المجتمعية الأكثر إلحاحًا في عالمنا المعاصر – سواء البيئة والمناخية ، حيث نعمل على إنشاء فرع لمختبرنا العالمي للذكاء الاصطناعي من أجل الخير(AI for Good Research Lab) في مصر لتسريع حلول التكيّف مع المناخ ،كما نعمل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على إنشاء مركز حكومي للتميز مختص بقياس الانبعاثات الكربونية.
هل يمكن أن تحدثينا بالأرقام عن الإنفاق المصري على تكنولوجيا المعلومات بصفة عامة ومجال الأمن السيبراني على وجه الخصوص؟
إن الاستثمارات المستمرة للمؤسسات في القطاعين العام والخاص، في مبادرات وبرامج التحول الرقمي بما في ذلك في التقنيات الحديثة والناشئة (مثل الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، البيانات، إنترنت الأشياء، وغيرها)، تساهم في تسريع اعتماد الحوسبة السحابية والتقنيات المتقدمة في مصر.
- Arabic translation. وفقًا لشركة جارتنر للأبحاث، من المتوقع أن يبلغ إجمالي الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 183.8 مليار دولار في عام 2024 بنمو 4٪ عن عام 2023، (عالميًا: أكثر من 5.1 تريليون دولار في عام 2024) ، ومع تسارع الجهود لدفع عجلة التحول الرقمي، ازدادت أهمية تبني حلول الأمن السيبراني لحماية الأعمال وضمان استمراريتها. وقد أشارت توقعات ِركة جارتنر للأبحاث إلى اقتراب إجمالي إنفاق المستخدم النهائي على حلول الأمن وإدارة المخاطر في أسواق العالم من 215 مليار دولار في 2024 (بزيادة حوالي 3% عن عام 2023) ، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشير التوقعات إلى وصول حجم الإنفاق إلى حوالي 3.3 مليار دولار خلال العام 2024 (بزيادة حوالي 12.7% عن العام 2023).
وقد اتخذت مصر خطوات هامة لدعم الأمن السيبراني وقامت الدولة بالعديد من المبادرات المهمة في مجال نشر التوعية بالأمن السيبراني. حيث حققت مصر المركز الثالث والعشرين عالميًا من بين 193 دولة في مؤشر الأمن السيبراني الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات ، ونحن في مايكروسوفت، ندرك أن الأمن السيبراني قد أصبح أولوية قصوى لدى الحكومات والمؤسسات، ولذلك فقد خصصت الشركة ميزانية إضافية بقيمة 20 مليار دولار للاستثمار خلال 5 سنوات في مشروعات البحث وتطوير حلول الأمن السيبراني ورفع كفاءات المهارات البشرية حول العالم.
وفي مصر نسعى إلى أن نكون الشريك الأول والموثوق بمجال الأمن السيبراني وأن يكون لنا بصمة في كافة المبادرات والاستراتيجيات الرقمية التي تهدف الى تأمين جميع القطاعات، كما نعمل على الاستثمار في رفع الكفاءات وبناء المهارات التقنية في مجال الأمن السيبراني من خلال برامج التدريب لمختلف فئات المجتمع.
نقلا عن العدد المطبوع لمجلة ICTBusiness
