مقابلات

رئيس شركة اريكسون: تقنيات 5G ستؤثر بشكل إيجابي علي حياة المصريين اليومية (حوار خاص)

أكد هاكان سرفيل نائب الرئيس ورئيس إريكسون السعودية ومصر أن تقنيات الجيل الخامس لامفر منها في المستقبل القريب حيث انها ستحسن الحياة اليومية للمواطنين من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والمتطورة ، ICTBusiness التقت سرفيل وحاورته في شبكات الجيل الخامس وتقنيات الذكاء الاصطناعي كما ان شبكات الجيل الخامس ستحسن وصول الاتصال للمواطنين في الريف.

السطور التالية ترصد محاور الحوار 

توقع تقرير التنقل من إريكسون لشهر يونيو 2023 حدوث زيادة كبيرة في حركة البيانات واشتراكات الهاتف المحمول بتقنية الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هل يمكنك أن تقدم لنا لمحة عامة عن هذه النتائج؟
لقد أصبح من الواضح أن تقنية 5G تكتسب قوة جذب بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم. فقد أظهر أحدث تقرير للتنقل من إريكسون أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف تشهد نموا كبيرا في اشتراكات الجيل الخامس وذلك من 22 مليون اشتراك في عام 2022 إلى 290 مليون اشتراك في عام 2028 وهو ما يمثل نسبة 33% من إجمالي الاشتراكات بحلول عام 2028، ويعد هذا النمو المتوقع نتيجة لإصدار المزيد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى جانب مصر للتراخيص والترددات لتمكين الاستثمار في شبكات الجيل الخامس فهناك حوالي 260 من مزودي خدمات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، قد أطلقوا خدمات تجارية لشبكة الجيل الخامس، وقام حوالي 35 منهم بنشر أو إطلاق شبكات جيل خامس مستقلة وبالتالي، سيمكن ذلك المزيد من الأعمال التجارية والشركات من استخدام تقنية 5G والاستفادة منها. ولذلك فقد أصبح من الواضح أن تقنيات شبكات 5G سوف تشهد نموا هائلا وانها في طريقها إلى أن تصبح المعيار الجديد في قطاع الاتصالات.

كيف سيفيد نشر تقنية 5G بشكل عام في تنفيذها في مصر على سبيل المثال؟
مما لا شك فيه أن نشر تقنية شبكات الجيل الخامس 5G في مصر يمثل فرصا هائلة حيث أنه من المتوقع أن توفر تلك التقنيات للدولة العديد من الفوائد بسبب الرقمنة الطموحة لمجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك السياحة المالية والرعاية الصحية والبنية التحتية والزراعة، على سبيل المثال لا الحصر. فإن الإقتصاد المصري يعد بالفعل اقتصادا قائما على المعرفة، وتبني التقنيات المتطورة مثل تقنية شبكات الجيل الخامس 5G سوف يتيح الفرصة لتأسيس منصة موحدة أكثر قوة مما يساعد على تحقيق زيادة كبيرة في سرعات الشبكات، وبالتالي سرعة كبيرة في حركة البيانات والتنزيلات، وتوسيع مجال تغطية النطاق العريض وزيادة تردداته مما يؤدي إلى اتصالات موثوقة وأكثر اعتمادية.
نتيجة لذلك، سوف يتمكن المصريون من الإستمتاع بأجهزة إنترنت أكثر سلاسة واعتمادية وسهولة في الإستخدام. فإن تقنيات الجيل الخامس سوف تؤثر بشكل إيجابي كبير علي حياة الناس اليومية من خلال السماح لهم بالاشتراك في الخدمات المبتكرة، التي قد تزيد أيضاً من إثراء تجاربهم، مثل تطبيقات الواقع المعزز المتطورة، والترفيه القائم على الرسومات المكثفة المخزنة سحابياً، والألعاب وبعض الخدمات القائمة على تقنية الواقع الافتراضي ومجموعات البيانات الذكية، والاتصالات اللاسلكية، وغيرها من خدمات الجيل الخامس التي أطلقها مزودو الخدمة للمستهلكين وأكثرها انتشاراً وشيوعاً.
علاوة على ذلك، يمكن لمصر تحسين تكلفة نشر شبكة 5G بشكل كبير لمقدمي خدمات الاتصالات من خلال تخصيص نشر تقنيات الجيل الخامس في كتل 100 ميجاهرتز وضمان طيف منخفض النطاق (الطيف أقل من 1 جيجاهرتز) كافٍ لكل مزودي خدمات الاتصالات.

ويشير التقرير إلى أن ما يقرب من 80٪ من مزودي خدمات الهاتف المحمول لديهم عرض الوصول اللاسلكي الثابت، وهو ما يمثل 40٪ من مزودي خدمة الوصول اللاسلكي الثابت الذين يقدمون خدمات 5G. كيف يمكن لشركات خدمات الهاتف المحمول تحسين تجارب 5G والاتصال في المناطق الريفية؟
تفتقر المناطق الريفية أحياناً إلى اتصال إنترنت عالي السرعة مقارنة بالمناطق الحضرية. ويعد غياب البنية التحتية للألياف الضوئية أو الكابلات من الأسباب التي يتم الإستشهاد بها في كثير من الأحيان. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في التكلفة الباهظة لإضافة البنية التحتية إلى هذه المناطق، وكذلك التحدي المتمثل في ربط تلك المناطق النائية أو التي يصعب الوصول إليها بخدمات الإنترنت بشكل عام. لكن بالرغم من تلك الصعوبات نتوقع أن استخدام تكنولوجيا الوصول اللاسلكي الثابت لديه القدرة على حل مثل هذه الأمور.
فإن الوصول اللاسلكي الثابت يوفر اتصالًا لاسلكيًا يمكن استخدامه لتقديم خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض إلى المناطق الريفية، حيث لا تتوفر الاتصالات السلكية التقليدية. الجدير بالذكر أن هذه التكنولوجيا يتم استخدامها بالفعل في المجتمعات الريفية في جميع أنحاء العالم، ومع وجود البنية التحتية المناسبة، يمكن استخدامها لتقديم وتحسين تقنيات الجيل الخامس وتعظيم الاستفادة مما تقدمه من خدمات موثوقة بسرعات محسنة وتغطية أفضل.
ومن أجل تحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا، يجب على شركات الخدمات الاستثمار في أنظمة الشبكات المتقدمة القادرة على توفير النطاق الترددي العالي الضروري وتقنيات استخدام الإنترنت ذات زمن الوصول المنخفض لضمان استقرار وقوة الإشارة بما يكفي لتوفير تغطية شاملة دون انقطاع. وكذلك من خلال العمل بشكل وثيق مع مؤسسات الدولة، يمكن لمقدمي الخدمات ضمان امتثال الشبكات للوائح والأطر التنظيمية من أجل تبسيط وتحسين جودة تجربة تقنيات الجيل الخامس للمستخدمين والمشتركين في المناطق الريفية.

في رأيك، ما هي الطرق التي تتفوق بها تقنية 5G على انتشار شبكة 4G؟
على الرغم من أنه من المتوقع أن يشهد نمو مشتركي شبكة الجيل الرابع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفاعًا بنسبة 4% سنويًا بين عامي 2022 و2028، ليمثل 60 % من إجمالي قاعدة الاشتراكات في المنطقة في نهاية تلك الفترة، فإن تطوير تقنية الجيل الخامس يمثل ثورة لا مثيل لها في صناعة الاتصالات في الوقت الحالي حيث تهدف5G إلى توفير معدل نقل البيانات يمثل أضعاف نظيره باستخدام شبكات الجيل الرابع 4G، مما يتيح معدلات تنزيل وتحميل أسرع بكثيرو يساهم بشكل ملحوظ في زيادة إجمالي حركة البيانات.
كما تطورت موثوقية الاتصالات أيضًا مع تقنية الجيل الخامس، مما يقلل بشكل كبير من احتمالية انقطاع الاتصالات أو فصلها. هذا بالإضافة إلى توفير امكانية اتصال المزيد من الأجهزة بالشبكة في ان واحد دون مواجهة أي انسداد في المسارات الهوائية أو انخفاض في الأداء نظرًا لزيادة سعة الشبكات وقوتها. كذلك توفر تقنية 5G زمن انتقال أقل، مما يسمح للمستخدمين بالاستمتاع بتجارب أسرع وأكثر كفاءة بالنسبة لزمن وجودة الإستجابة عند بث البيانات أو تحميلها. ويأتي ذلك متزامنا مع توقعات ارتفاع إجمالي حركة البيانات في المنطقة بنسبة 27 % سنويًا بين عامي 2022 و 2028 مما يعزز من أهمية وضرورة الإنتقال لتقنيات الجيل الخامس وزيادة انتشارها.
نظرًا لأن تقنية 5G تدفع نموًا أسرع في حركة بيانات الهاتف المحمول، فهل يمكن أن تتطلب تطورًا للهواتف الذكية أيضًا؟
من المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموا متسارعا في حركة البيانات مع انتقال المزيد من المشتركين إلى شبكات الجيل الرابع، وكذلك الإقبال الكبير على شبكات الجيل الخامس. ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي حركة البيانات بنسبة 27 % سنويًا بين عامي 2022 و 2028 وأن يكون متوسط استخدام البيانات شهريًا لكل هاتف ذكي 37 جيجابايت بحلول نهاية عام 2028، ويعتبر الدافع الرئيسي وراء ذلك هو الإقبال المتزايد على الخدمات التي تحتاج كما هائلا من المعلومات، بالإضافة إلى الاستخدامات الصناعية المختلفة لشبكات الجيل الخامس والتي تساهم بشكل ملحوظ في زيادة إجمالي حركة البيانات.
ومما لا شك فيه أن هذه التوقعات تشير إلى نمو تدريجي في الهواتف الذكية ذات التفاعل عالي الدقة بسبب ارتفاع استهلاك حركة البيانات. ونتيجة لذلك، ستواجه الشبكة مجموعة جديدة من التحديات في بناء تجربة إيجابية فريدة عالية الجودة للهاتف المحمول مع الحفاظ على نطاق أسعار مناسبة للهواتف الذكية .
على سبيل المثال، نجد أن تقنية 5G قد أتاحت إمكانيات هائلة لقابلية تطوير تطبيقات الفيديو وذلك من خلال عرض نطاق ترددي أكبر بحوالي 10 مرات لكل محطة أساسية مقارنة بالأجيال السابقة مما يتيح نطاقًا تردديًا يصل إلى 1 جيجا هرتز، والذي أحدث بدوره ثورة في كل من البث المباشر مع تفاعلات الوقت الفعلي وخدمات الفيديو عند الطلب. وبناءا على ذلك نحن نرى نموا هائلا ومتسارعا في شبكات الجيل الخامس في السنوات القادمة، والتي سوف توفر للمستخدمين تجارب أكثر ثراءا للهواتف المحمولة واتصال إنترنت خال من العوائق في ظل واقع رقمي أكثر شيوعا وأكثر كفاءة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى