مقابلات

محمد سامي العضو المنتدب للشركة : SAP شريك استراتيجي للحكومة …ومصر قطعت شوطًا كبيرًا في التحول الرقمي (حوار خاص)

حاوره/ محمد لطفي

SAP بدأت تركز على مصر بأن يكون لها دور إقليمي وألا يكون قاصرًا على السوق المصرية فقط ، بهذه الكلمات بدأ المهندس محمد سامي، العضو المنتدب لشركة SAP مصر حواره مع منصة ICTBusiness ليجيب فيها عن كواليس رحلته الأخيرة إلى ألمانيا ولقائه مع وزير الاتصالات المصري وأعضاء البرلمان الألماني ، “سامي” تطرق في حواره عن أبرز ما يميز السوق المصرية والفرص الواعدة والدور الذي تلعبه الحكومة ، ووصف SAP بأنها شريك استراتيجي هام للحكومة المصرية في مشروعات التكنولوجيا والتحول الرقمي .

السطور التالية ترصد محاور لقائنا مع “سامي”.

 

في البداية ماهي نتائج الزيارة إلى ألمانيا الاخيرة التي التقيتم فيها وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت ؟

دعني اسرد لك تفاصيل هذه الرحلة ودور SAP فيها في هذه الرحلة كنت العب فيها دورين الأول كوني عضو في مجلس إدارة في الغرفة التجارية الألمانية والثاني كوني المدير التنفيذي ل SAP مصر. وعقد خلال اليوم الأول المؤتمر العالمي للغرف التجارية الألمانية وكان الإجتماع في برلين وكانت هناك ترتيبات ولقاءات مع رؤساء الشركات الألمانية ومجموعة من اعضاء البرلمان الالماني لمناقشة وضع ومستقبل مصر في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وكيف يمكن تجاوز هذه الفترة؟ وكيف يمكن السماح للحكومة الألمانية بالاستثمار في مصر؟ ، وتناقشنا عما إذا كان المناخ في مصر صحي اليوم ام على الشركات الألمانية الانتظار بعض الوقت؟ وماهي القطاعات الأبرز للاستثمار حاليا؟ كل هذه الموضوعات وأكثر كانت على مائدة المناقشات والمفاوضات والحمد لله كُللت الاجتماعات بالنجاح والتوفيق ، واستطعنا تذليل العقبات والتحديات التي كانت تقف حجرًا عثرة أمام الحكومة الألمانية لزيادة الاستثمار في الدول الخارجية وخاصة مصر في ظل الحرب الروسية على اوكرانيا خاصة وأن البرلمان الألماني كان متخوف بعض الشيء من مردود هذه الاستثمارات ونجحنا في أن نطمئن القائمين على هذا الأمر في ظل الظروف الاقتصادية العالمية واي استثمار لابد أن يكون معلوم مردوده وتوقيت هذا المردود ، ونجحنا في شرح الظروف التي تمر بها مصر بأنها ظروف عارضة في ظل ما تعيشه البلاد من عدم استقرار أسعار الصرف وشرحنا أن هذه الأزمة تكاد لا تُذكر وسط الصعاب التي مرت بها مصر في السابق .

كما أننا ناقشنا ايضا المشروعات الجاذبة للاستثمار مثل الطاقة والهيدروجين الأخضر وتطرقت في حديثي حول الفرص الموجودة في مصر في مشروعات التحول الرقمي والدور الذي تلعبه الحكومة في هذا الصدد والخطوات المبذولة  السريعة والفعالة بالإضافة إلى الكفاءات المصرية الشابة التي تتميز بالموهبة وإجادة اللغات المتعددة اضافة الى ذلك التكلفة التنافسية للمصريين .

ماهي ردود الأفعال تجاه ما قدمته مصر ممثلة في وزير الاتصالات خلال الزيارة الأخيرة لالمانيا؟

تطرق الدكتورعمرو طلعت وزير الاتصالات الذي كان يترأس وفد مصر رفيع المستوى والذي ضم قيادات من وزارة الاتصالات حول الفرص الحالية والمستقبلية في مصر ولماذا الاستثمار في مصر الآن؟ والمزايا التنافسية للشباب المصري وما تقدمه الحكومة من دعم لقطاع الاتصالات والتكنولوجيا خاصة وأن هذا الاجتماع حضره أعضاء من البرلمان الألماني واستمعوا إلى شرح وافٍ وتفصيلي من وزير الاتصالات حيث استضافتنا السيدة/ كارولين كينج، رئيسة العلاقات الحكومية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بشركة SAP ، وتناول الوزير في حديثة ما يسمى بـ5P وهم : السياسات ، الفرص ، المكان ، الناس ، المتوقع – وتحدث عن كل ركيزة وأهميتها ولماذا مصر مختلفة عن الكثير من دول العالم وكيف للشركات العالمية أن تنمي أعمالها في مصر الآن وليس غدا ، وآثار اللقاء شغف الحضور.

 

مصر مقرا لأول مركز للابتكار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة

هل تعتقد أن هذه الكوادر البشرية قد تكون محفزًا للاستثمار ؟

ولما لا …. مصر تتميز بتوافر عدد كبير من الخرجين وهناك قرابة 100 ألف خريج من المتخصصين في الهندسة وعلوم الحاسب الآلي وتبذل الحكومة والقطاع الخاص قصارى جهدهم في رفع كفاءة هؤلاء الخريجين لمجابهة احتياجات سوق العمل في مصر والعالم الخارجي ايضا ، فعدد الخريجين مثلا الذي يحملون شهادات معتمدة ليس بالقليل وسيساعد ذلك في مشروعات التحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا وتطويعها في المشروعات المختلفة في مصر أو في الشرق الأوسط حيث تتمتع مصر بمكانة بارزة لدى SAP .

 وما هو الدليل على هذه المكانة؟

الأدلة كثيرة أبرزها أننا مستمرون في الاستثمار في مصر على مدار 15 عامًا الماضية ونسعى من الوقت للآخر إلى زيادة استثماراتنا بصورة مباشرة وغير مباشرة ، فـ SAP لديها مركز للخدمات مقره مصر تقدم من خلاله خدماتها لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا ويعتبر هذا المركز هو السابع عالمياً ، حيث بدأ هذا المركز منذ عامين تقريبا ويضم 70 متخصص من خيرة شباب مصر و70% من خدمات هذا المركز يتم تصديرها للخارج ، ولقد بدأ هذا المركز بشخصين واليوم يبلغ العدد أكثر من 70 متخصص وهم في ازدياد مستمر .

ليس هذا فحسب بل هناك أيضاً مركز الابتكار تم انشاءه منذ عام تقريباً وقت الإعلان عنه خلال فعاليات مؤتمر SAP Now ويتم اختيار الشركات الناشئة المصرية ورواد الأعمال بعناية وهو بمثابة حاضنة للشركات الناشئة ، حيث يعد هذا المركز هو أول مركز للابتكار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة المصرية ، بهدف دعم الابتكار والتطوير للخدمات الحكومية التي تتناسب واحتياجات المستخدمين وذوي الهمم، وتتيح SAP من خلال هذا المركز للشركات الناشئة أن يكون لديها القدرة على برامج وحلول SAP بحيث يطوروا خدمات وحلول للسوق وبدأنا بربط مجموعة من الشركات التي تم اختيارها وانضم للمركز 5 شركات وجاري زيادة أعدادهم ومن خلال هذا المركز نجحت الشركات المصرية في أن تنفذ مشروعات في ألمانيا اعتماداً على حلول وتقنيات SAP .

واتفقنا من خلال أعضاء البرلمان الألماني أن يتم تبادل الشركات الناشئة الألمانية في مصر والعكس وهذا من شأنه أن يحرك المياه الراكده في المشروعات المشتركة بين البلدين بحيث تسمح هذه المشروعات للشركات المصرية اكتساب خبرات دولية وتتحول من كونها شركة محلية إلى شركة عالمية ، وهذا المركز يعتبر رقم 12 على مستوى العالم والذي يتخذ من القاهرة مقراً له.

أجتمعنا مع أعضاء البرلمان الألماني للترويج للفرص الاستثمارية في مصر

هل يمكن أن تقدر لنا حجم هذه الاستثمارات؟

بغض النظر عن الاستثمار المباشر في هذه المراكز لابد من النظر إلى المردود الاقتصادي والاجتماعي والعالمي على السوق وعلى الخريجين في فتح فرص عمل وتصدير الخبرات وجلب عملة أجنبية فمصر تلعب دور محوري في نظم الإبداع والابتكار.

هل يمكن أن تحدثنا بالمزيد من التفصيل حول مركز البيانات الحكومي الذي أعلنت عنه منذ فترة ؟

المركز تم إنشائه بالتعاون مع الشركة المصرية للاتصالات وهو تعاون بين الشركتين ويقدم الخدمات السحابية لشركة SAP وهناك 3 شركات رئيسية كبرى تعاقد معاهم AWS وجوجل ومايكروسوفت AZURE والشركات ليس لها تواجد بمراكز البيانات في مصر وتواجه الشركات والمؤسسات الحكومية مُعضلة خروج بياناتها خارج القطر المصري ومن مبدأ الحفاظ على سرية البيانات تم إنشاء مركز بيانات الشركة في مقر الشركة المصرية للاتصالات بالقرية الذكية ولدينا تعاقدات عليه من شركات كبرى أبرزها العامل في مجال الطاقة والبترول ونقدم لها الخدمات باستخدام المراكز العالمية وفقا للشروط والمعايير لجودة الخدمات .

هذا يدفعنا إلى طرح سؤال آخر أين نحن من مراكز البيانات رغم توافر كافة الإمكانيات من بنية تحتية وإنترنت وتوافر مصدر الطاقة؟

قد تكون الكرة في ملعب الشركات العالمية هذه المرة لأن هذه الشركات دائما ما تحسب مردود الاستثمار الذي يتم ضخه ولعل هذه الشركات العالمية قد حصلت على تعهدات من بعض الدول العربية المستضيفة لمراكز بياناتها بحجم أعمال معين في العام ، ولدي ثقة في أن مصر قريبًا ستصبح مركزًا اقليميًا لمراكز البيانات العملاقة وفقاً للشروط والحوافز الاستثمارية والتشجيعية التي تقدمها للشركات .

واتوقع أن البنية التحتية في مصر اليوم على مستوى عالمي وما تم تطويره خلال السنوات الماضية أمر يدعو للفخر وهناك أسباب اخرى لدى الشركات العالمية التي تقوم بحساب عائد الاستثمار ومتى سيعود وهذه هي النقطة التي مازالت غير واضحة للكثير ، وما أعرفه أن وزير الاتصالات وفريق عمله في محادثات متواصلة مع الشركات العالمية.

 

نخطط لتدريب 1000 متخصص بالتعاون مع معهد ITI

 كيف ترى دور SAP في مشروعات التحول الرقمي في الحكومة؟

نحن شريك استراتيجي للحكومة المصرية في هذه المشروعات نفذنا مشروعات ضخمة مع ثلاث شركات قابضة تابعة لوزارة قطاع الاعمال العام علاوة على مشروع ضخم مع مصلحة الضرائب التابعة لوزارة المالية وننفذ عدة مشروعات مع القابضة للكهرباء والقابضة للمياه نتجية الثقة والمصداقية التي تتمتع بها SAP وحلولها الرائدة في مصر كما ننفذ مشروعات ضخمة في قطاع البترول والغاز ونحن شريك استراتيجي في مجال الطاقة اليوم هناك أكثر من مشروع نقوم بتنفيذه وهناك مشروعات في محادثاتنا مع الحكومة كيف نطور من الشركات الناشئة حتى تلعب دور في الابتكار وتغيير طريقة وأنظمة العمل في المجالات المختلفة ، فهذه تعتبر فرصة جيدة لابتكار طرق جديدة كيف نخرج من الأزمة بفرص وتكون مصر من خلالها منارة لدول كثيرة كيف تجاوزت هذه الأزمة ، كما أن الابتكار والتكنولوجيا أفضل وسيلة لاستخدام البرامج المبتكرة ليتم التطوير من خلالها .

وماذا عن وضع مصر في مجال التحول الرقمي ؟

نحن في مكانة متقدمة في التحول الرقمي. قطعنا شوطًا كبيرًا وخطوات بارزة ومؤثرة في التحول الرقمي والمرحلة المقبلة تتمثل في مؤسسات جديدة تدخل منظومة التحول الرقمي والخطوة الأهم الآن هي إعداد الكفاءات التي تدير هذه المؤسسات وأن تكون معدة بإمكانيات لاستخدام التكنولوجيا والإستفادة منها حتى تحقق الكفاءة في العمل والتطوير.

فالتحول الرقمي ضروري ومطلوب لكل القطاعات، وهناك خطوات في مجال الصحة والتعليم والزراعة والصناعة وقطاع النقل بدأ يخطو خطوات واسعة فيه، فالتحول الرقمي لم يعد اختياري ولكن اجباري لكل الناس للذهاب لما بعد التحول الرقمي .

كيف استثمرت SAP في المبنى الجديد للشركة الذي تم افتتاحه من عام تقريبا ؟

SAP تعمل في مصر منذ 15 عام ومكتبنا الجديد الذي تم افتتاحه من أكثر من عام يستوعب 3 أضعاف الأعداد الموجودة اليوم. لدينا قرابة 200 موظف، وهناك توجه بدأ في استخدام فريق العمل  في مصر أن يخدم أكثر من سوق خارجي من خلال مركز الخدمات ومركز الابتكار التابع لنا وهناك مركزين جديدين واحد في برشلونة وآخر في مصر وهو مركز الخدمات الرقمية ، فمصر تستضيف هذا المركز باعتبارها رائدة في هذا المجال الواعد وبدأنا في تعيين المتخصصين فيه ويخدم هذا المركز أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ويتمثل دوره في إدارة التعاملات التجارية بالكامل من خلال الوسائل الرقمية المختلفة. تهتم SAP بمصر أن يكون لها دور إقليمي كبير وألا يكون قاصرًا على مصر فقط  ، فحجم الشركة في مصر يزيد وحجم الأعمال يتضاعف عام تلو الآخر بأكثر من 150-200% ونتوسع بشكل كبير لزيادة القدرة على إستيعاب الخبرات الموجودة وتطوير الأعمال .

من الواضح أن الاهتمام بالكوادر البشرية والتعاون مع الجامعات أصبح ركيزة اساسية للشركة العالمية – ماهو دوركم ؟

على المستوى الشخصي أنا مهتم جدا بتنمية الكوادر في مصر لانه هو المستقبل، فالاهم من وضع التكنولوجيا أن يكون لدينا الكفاءات في التنفيذ وإدارة وتشغيل الأنظمة بالتكنولوجيا الحديثة وأفضل ما يمكن أن نستفيد منه هي طاقات الخريجين وإعداد الشباب. كان لدينا برنامج عالمي يتم تطبيقة في مصر لتدريب 50 شخص في العام ومن خلال الإتفاق مع وزارة الاتصالات ومعهد تكنولوجيا المعلومات ITI سيتم زيادة العدد أكثر من 6 مرات ونهدف للوصول لأكثر من 10 أضعاف في العام الواحد من خلال برنامج تدرييي لمدة 3 شهور لإدارة مشروعات وتشغيل الأنظمة ونطمح في الوصول إلى 1000 متدرب .

 سألته وأنا ألملم اوراقي للإنصراف عن رسائله التي يود توجيهها ؟

لدي رسالتين ، الأولى أن المرحلة التي تمر بها البلاد رغم صعوبتها والتحديات المحيطة بها إلا أن هذه الفترة هي الأفضل للاستثمار وعلى الشركات العالمية والمحلية أن تضاعف استثماراتها وقت الأزمات ، فدور الشركات مثل SAP وأمثالها ضروري التعامل كشريك مع الحكومة كيف نتجاوز الأزمة من خلال جذب الاستثمارات العالمية .

أما الرسالة الثانية : القادرون باختلاف يعتبروا طاقات بشرية يجب استغلالها في ظل المواهب الجبارة التي تفوق الخيال يجب توفير الفرصة لهم ودمجهم في منظومة العمل وأن يكونوا منتجين حقيقيين وليسوا على هامش العمل ، فلدينا في الشركة 10 أفراد من ذوي الهمم ونستهدف مضاعفة هذا العدد وفقا للمعطيات الموجودة .

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى