مقالات

حسن السكري يكتب: كنز مسرعات الأعمال والرعاية الصحية

للماذا يجب أن تفكر في الحاضنات والمسرعات لمشروع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط؟ هذا السؤال يتبادر للاذهان ففي المقال السابق من سلسلة المقالات حول كيفية إطلاق الشركات الناشئة في مجال الرعاية الصحية، استعرضنا “التمويل الذاتي” كخيار لأولئك الذين يسعون إلى بدء مشاريعهم بميزانية محدودة. الآن، في هذا المقال، سنتناول الحاضنات والمسرعات (Incubators & Accelerators) كأدوات رئيسية لدعم مشروعات الرعاية الصحية، وكيف يمكن أن تكون خطوة مهمة في مسيرة نمو الشركات الناشئة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) التي تشهد توسعًا كبيرًا في هذا القطاع.

في منطقة MENA، بلغ حجم السوق الرقمي للرعاية الصحية حوالي 6.2 مليار دولار أمريكي في 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 10.5 مليار دولار بحلول 2026، ما يفتح فرصًا كبيرة للشركات الناشئة في هذا المجال. لذلك، تأتي الحاضنات والمسرعات كداعم رئيسي لنمو هذه الشركات، حيث تقدم لهم أدوات قوية للوصول إلى النجاح.

تساعد الحاضنات والمسرعات الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة من خلال تقديم الإرشادات اللازمة لتطوير الأفكار وتحويلها إلى منتجات قابلة للتطبيق. من خلال دعم مرشدين مختصين، يمكن للمؤسسين تجنب الأخطاء الشائعة وتسريع تطور مشاريعهم. على سبيل المثال، توفر حاضنات مثل “Flat6Labs” و “AUC Venture Labs” في المنطقة دعمًا كبيرًا للشركات الناشئة في مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك التمويل المبدئي والموارد المتخصصة.

لكن، من المهم أن ندرك أن الحاضنات والمسرعات ليست خالية من العيوب. أولًا، في الكثير من الأحيان، تطلب هذه البرامج أن يتنازل المؤسسون عن جزء من ملكية شركتهم مقابل الدعم المقدم، وهو ما قد يكون مزعجًا لبعض الأشخاص. ثانيًا، العمل ضمن برنامج حاضنة قد يتطلب التفرغ التام والتكيف مع جدول زمني ضيق، وهو أمر قد يكون صعبًا في قطاع يحتاج إلى وقت طويل لتطوير منتجاته، مثل الأجهزة الطبية وحلول الرعاية الصحية المتقدمة.

التمويل هو من أكبر التحديات التي تواجه الشركات الناشئة، لكن الحاضنات والمسرعات تقدم فرصًا كبيرة للمؤسسين لتأمين رأس المال اللازم للنمو. وفقًا لدراسة من “MENA Venture Partners” في 2022، تم رصد أكثر من 700 مليون دولار من التمويل في قطاع الرعاية الصحية، وهو ما يعكس أهمية هذا القطاع في جذب الاستثمارات. الحاضنات توفر فرصًا رائعة للمؤسسين للحصول على التمويل المبدئي والتوسع بسرعة.

انضمامك إلى حاضنة أو مسرعة يوفر لك فرصة بناء شبكة قوية من العلاقات مع مستثمرين وشركاء استراتيجيين. علاوة على ذلك، تتيح لك هذه الحاضنات الوصول إلى موارد متخصصة مثل المساحات المكتبية والتقنيات الحديثة التي تسهل تطوير منتجاتك بسرعة وكفاءة أكبر.

لكن، ماذا عن التحديات؟

رغم الفوائد الكبيرة، هناك تحديات يجب أن تكون على دراية بها. من أبرزها التنافس الشديد على الحاضنات والمسرعات في المنطقة. العديد من الحاضنات تقدم برامجها لأفضل الشركات الناشئة فقط، لذا عليك أن تكون فكرة مشروعك قوية ومميزة للحصول على فرصة الانضمام. بالإضافة إلى ذلك، قد تفرض الحاضنات جدولًا زمنيًا صارمًا، مما قد يكون تحديًا عندما يكون لديك منتج يحتاج إلى وقت أطول لتطويره.

بالإضافة إلى الحاضنات، هناك خيارات أخرى قد تقدم لك تجربة مختلفة في دعم نمو مشروعك. في بعض الأحيان، يمكن أن توفر المؤسسات التي تجمع بين الاستثمارات والتوجيه، وتقدم أيضًا بيئة دعم متكاملة للمشروعات الصحية، فرصًا لا تقتصر فقط على التمويل. هذه الأنواع من البرامج توفر لك كل ما تحتاجه من دعم متكامل، بدءًا من تطوير المنتج حتى الوصول إلى السوق.

الخلاصة

الحاضنات والمسرعات تقدم فرصًا كبيرة للشركات الناشئة في مجال الرعاية الصحية، لكن من المهم تقييم التحديات المترتبة على الانضمام إلى هذه البرامج. إذا كنت تبحث عن دعم قوي ومخصص، فإن اختيار الحاضنة أو المسرعة المناسبة يمكن أن يكون نقطة انطلاق لمشروعك. وإذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن كيفية البدء بميزانية محدودة، يمكنك الرجوع إلى المقال السابق في هذه السلسلة حول “التمويل الذاتي في الرعاية الصحية”.

 

بقلم حسن السكري، خبير الرعاية الصحية الرقمية

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى